صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية أمس على الخطة العملانية التي قدمها سلاح البحرية الإسرائيلية لاعتراض قافلة السفن المتضامنة مع قطاع غزة المتوقع أن تبحر اليوم نحو القطاع (أسطول الحرية 2). وأفادت التقارير أن المجلس صادق على منع وصول السفن إلى القطاع بعد أن اقتنع بأن «القوات البحرية جاهزة تماماً للسيناريوات المختلفة». وقال مصدر حكومي كبير لصحيفة «معاريف» إن المجلس الوزاري يطمح لأن يكون اعتراض القافلة هذا العام «من دون اضطرار الكوماندوز البحري إلى إطلاق النار أبداً»، وعليه جاء في قرار المجلس أن التعليمات الصادرة للجيش تقضي بأن يمنع، بحزم، وصول السفن إلى القطاع، وفي الوقت ذاته دعاه إلى تفادي استخدام الحد الأقصى من القوة. كما طلب المجلس من وزارة الخارجية مواصلة جهودها لإقناع الحكومة اليونانية بمنع إبحار السفن من موانئها. وكان المجلس الوزاري المصغر التأم أمس لليوم الثاني على التوالي لبحث سبل مواجهة قافلة السفن الجديدة، وذلك على خلفية الانتقادات التي وجهت الى رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه ايهود باراك بأنهما لم يعقدا المشاورات الكافية قبل اعتراض البحرية الإسرائيلية في شكل دموي للقافلة الأولى قبل عام، ما أسفر عن مقتل عشرة من ركابها. ووفقاً للمعلومات الاستخباراتية المتوافرة لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية ووزارة الخارجية، فمن غير المتوقع أن تحدث صدامات عنيفة بين المشاركين والقوات الإسرائيلية بداعي «عدم وجود عناصر إرهابية بين المشاركين». وكانت أوساط نتانياهو أكدت أنه مصر على انتهاج السياسة ذاتها التي انتهجها مع قافلة السفن الأولى، مضيفاً أن الحصار البحري المتواصل على قطاع غزة سيتواصل فرضه بالقوة و «إسرائيل لن تسمح بوصول السفن إلى القطاع». وأفادت تقارير إسرائيلية أن إسرائيل نقلت رسائل إلى منظمي القافلة أعربت فيها عن استعدادها لنقل حمولات السفن من مساعدات إنسانية إلى القطاع في حال وافقوا على الرسو في ميناء أسدود أو العريش المصري بعد أن وافقت الحكومة المصرية على السماح للسفن بتفريغ حمولاتها في ميناء العريش. وجنّد مكتب رئيس الحكومة مكتب الصحافة الحكومي في حملته لإفشال القافلة، فأصدر الأخير تحذيراته لممثلي وسائل الإعلام الأجانب من أن مشاركتهم في القافلة ستعقبها «عقوبات» تشمل حظر دخولهم إلى إسرائيل لعشر سنوات، مسوّغاً ذلك بعدم قانونية المشاركة، وأنها «عملية استفزازية خطيرة منظمة من جهات غربية وإسلامية متطرفة تدعم حركة حماس المعرّفة دولياً منظمة إرهابية إسلامية متطرفة». وتابعت الرسالة أنه سيسمح للصحافيين الأجانب التغطية عندما تصل السفن إلى أسدود. وأثارت هذه الرسالة احتجاجاً شديداً لدى نقابة الصحافيين الأجانب في إسرائيل التي اعتبرت التهديد مساً بحرية العمل وتهديداً لحرية التعبير، ما حمل نتانياهو على التوجه إلى مكتب الصحافة لإعادة النظر في قراره.