قررت الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية أمس توسيع قائمة السلع المدنية المسموح إدخالها إلى القطاع «مع ضمان عدم تهريب وسائل قتالية إلى القطاع»، وهو الموضوع الذي ناقشه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو في ساعات المساء مع موفد اللجنة الرباعية الدولية توني بلير. كما بحثت الحكومة في استعدادات أجهزة الأمن المختلفة، وفي مقدمها سلاح البحرية، لمواجهة قوافل سفن متوقع إبحارها نحو قطاع غزة ضمن حملة دولية لفك الحصار عنه. وقدرت محافل إسرائيل عدد القوافل المتوقعة خلال الشهر المقبل بست إلى ثماني قوافل. وأفادت صحيفة «معاريف» أمس أن نتانياهو بحث مع بلير اقتراح إسرائيل فتح المعابر الحدودية إلى القطاع شرط أن تنشر السلطة الفلسطينية فيها ممثلين عنها. وقالت إن اقتراحاً كهذا نُقل إلى الفلسطينيين في الأيام الأخيرة، وأنه من أجل تنفيذ الفكرة يتحتم على السلطة أن تتوصل إلى اتفاق مع حركة «حماس» في شأن نشر قواتها (التابعة للسلطة) الأمنية في المعابر. وزادت أن اتصالات مكثفة تمت في الأيام الأخيرة بين السلطة و «حماس»، بوساطة مصرية وأميركية وأوروبية، في هذه المسألة. وتابعت أن الخطوات التي تبدي إسرائيل استعدادها لتقديمها لتخفيف الحصار مشروطة بألا تستفيد منها «حماس» وألا يكون ممثلوها في الجانب الآخر من المعابر هم الذين يتلقون البضائع المسموح إدخالها، وعليه اقترحت على السلطة أن تتسلم هذه المهمة. كذلك توقعت مصادر سياسية أن يكون نتانياهو طلب من بلير العمل على منع إبحار سفن في اتجاه القطاع بداعي أن الهدف من القوافل ليس تقديم مساعدات إنسانية «إنما استفزاز إسرائيل». وقال وزير السياحة من حزب «إسرائيل بيتنا» المتشدد ستاس مسيغنيكوف إن قافلة السفن المتوقع أن تنطلق من لبنان هي برعاية «حزب الله» و «لن يفيده إنكار ذلك». وأضاف ان إسرائيل لن تسمح لهذه القافلة أو غيرها بالاقتراب من غزة، «ولا نقصد أن يتم ذلك من خلال ضرب السفن أو إغراقها»، مضيفاً أن على إسرائيل ممارسة ضغط دولي توضح من خلاله أنها ترى في القوافل التي ينظمها «حزب الله» تهديداً لأمنها، وأنه في حال تعثر وقف السفن من خلال التفاوض والضغط الدولي «فإننا سنقوم بكل ما يلزم من أجل منعها من الوصول إلى القطاع، مع أقل قدر ممكن من الإصابات، والأكيد أننا لن نسمح بعبور سفن تم تنظيمها من جانب حزب الله وهو تنظيم إرهابي». من جانبه، قال وزير الرفاه الاجتماعي يعقوب هرتسوغ (العمل) إن إسرائيل غيّرت سياستها في كل ما يتعلق بإدخال المزيد من البضائع المدنية، «وعليه لا حاجة لقوافل السفن هذه»، مضيفاً ان من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها وتمنع من السفن الوصول إلى القطاع. وتابع ان قرار وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الأخير في شأن حق إسرائيل في الدفاع عن مصالحها الأمنية ومنع تهريب الأسلحة إلى القطاع «هو قرار بالغ الأهمية»، مضيفاً أنه «سيتم تحويل أي قافلة تتجه إلى غزة نحو ميناء أسدود الإسرائيلي، باحترام». وتابعت إسرائيل باهتمام الأنباء عن احتمال إبحار سفن إغاثة إنسانية من لبنان إلى قطاع غزة، ونقلت الإذاعة العامة عن مصادر في وزارة الخارجية قولها إن «حزب الله» هو الذي يقف وراء القافلة الجاري الحديث عن إبحارها نحو القطاع، مشيرة إلى حقيقة أن الحزب هو من منع المغنية هيفاء وهبي من الانضمام إلى القافلة. كما نقلت عن مصادر عسكرية قولها إن المساعدات الإنسانية لسكان القطاع لم تعد في مركز اهتمام منظمي القوافل «بقدر ما هو البحث عن ضجة إعلامية» وأنه بعد الشهرة التي نالتها منظمة الاغاثة التركية «رأى حزب الله انه لا يمكنه أن يخلي الساحة للمنظمة التركية». وأكدت أن القيادة العسكرية تلقت التعليمات من المستوى السياسي باعتراض السفن. لجنة تقصي الحقائق في غضون ذلك، أفادت التحقيقات التي أجرتها البحرية الإسرائيلية لتقصي الحقائق في ما حصل خلال الهجوم الدموي على سفينة «مرمرة» آخر الشهر الماضي والذي أسفر عن قتل تسعة ركاب، أن «تقصيراً وقع في المجالين الاستخباراتي والأساليب التي اتبعت لاعتراض قافلة السفن»، وأن «المعلومات الاستخبارية التي اعتمدتها القوات التي نفذت الهجوم لم تأخذ في الاعتبار مواجهة شديدة من المتضامنين». وتابعت أن ثمة «فجوات خطيرة كانت بين المعلومات الاستخباراتية الأولية والتطورات على أرض الواقع مع اعتراض السفن». وقال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في كلمة القاها أمس أمام اجتماع الوكالة اليهودية في القدس «إن الذين يعملون من أجل نزع الشرعية عن إسرائيل إنما يضفون بنشاطهم هذا الشرعية لنشاطات تنظيمات إرهابية مثل القاعدة وحزب الله وحماس ومن يساندها من الأنظمة الديكتاتورية التي تجهز على مواطنيها من دون رقيب أو حساب». وتابع ان جهود إسرائيل للتوصل إلى سلام يجب أن تتواصل «وهي قائمة دائماً ليس بدافع ضغوط عليها أو نتيجة موقف استسلامي إنما بإملاء من تعاليم التوراة ومن منطلق الشعور بالعدالة الاستراتيجية». وأضاف: «لسنا وحيدين في مساعينا هذه، وأؤمن فعلاً بأن الرئيس باراك اوباما يضع الحرص على أمن إسرائيل في صدارة سلم الاهتمامات الأميركية». وزاد أنه يؤمن أيضاً بأن الدول الاوروبية ستتوجه إلى الشعب في قطاع غزة لتوضح له أن السلام منوط به وأنه سيتحقق فقط من خلال الحوار حول مائدة المفاوضات وليس بالسلاح، وعندها لن تكون حاجة لتنظيم قوافل السفن إلى القطاع». وتابع انه «في اليوم الذي يقوم قادة الفلسطينيين في غزة بنبذ الإرهاب ويفرجون عن (الجندي الأسير) غلعاد شاليت ويتوقفون عن إطلاق الصواريخ وعن المحاولات لخطف جنود، لن تكون هناك حاجة لمواصلة الطوق الامني المفروض على قطاع غزة».