التأم المجلس الحكومي المصغر في إسرائيل مساء أمس لبحث استعدادات سلاح البحرية الإسرائيلية لمواجهة قافلة السفن المتضامنة مع قطاع غزة التي تنظمها منظمات حقوقية دولية مختلفة ويتوقع أن تبحر نحو القطاع غداً. ونقلت وسائل الإعلام عن مصدر حكومي كبير قوله إن التعليمات التي أصدرها المجلس الوزاري المصغر قبل عام للبحرية، عندما تم الاعتداء الدموي على «أسطول الحرية» التركي، بأن تمنع بالقوة وصول السفن إلى القطاع، لم تتبدل. وأفادت صحيفة «هآرتس» أن المجلس الوزاري استمع إلى عرض من قادة الأذرع الأمنية والعسكرية ومن وزيري الدفاع والخارجية ايهود باراك وأفيغدور ليبرمان عن الاستعدادات العسكرية والسياسية لمواجهة قافلة السفن، والجهود الدولية المبذولة باستمرار لمنع انطلاق السفن. وتتوقع إسرائيل مشاركة 10 سفن تحمل على متنها نحو 500 ناشط حقوقي من أرجاء أوروبا والولايات المتحدة وكندا، علماً أن عدد المشاركين كان مفترضاً أن يصل إلى ألف لو لم تلغِ منظمة «أتش أتش آي» التركية مشاركتها. ويشمل الأسطول زورقين فرنسيين، وزورقاً من إيطاليا، ورابعاً من إيرلندا، وخامساً من إسبانيا وزورقين يونانيين - سويديين - نروجيين وسفينة شحن من فلسطينيي الشتات لكن من دون عبارة «مافي مرمرة». وواصلت إسرائيل والولايات المتحدة أمس أيضاً اتصالاتهما المكثفة مع الحكومة اليونانية لإقناعها بمنع إبحار السفن من موانئها نحو قطاع غزة، علماً أن الحكومة في أثينا أصدرت قبل أيام بياناً حضت فيه مواطنيها على عدم المشاركة في القافلة، لكنها لم تتخذ قراراً بمنع إبحار السفن من موانئها. وبحسب التقارير، فإن سفينة «ديغنيتي» أبحرت أول من أمس من ميناء «كورسيكا» الفرنسي وعلى متنها عشرات الناشطين الحقوقيين المناصرين للقضية الفلسطينية، على أن تلتقي غداً سفينة أخرى قرب الشواطئ اليونانية لتواصلا إبحارهما نحو القطاع. وطبقاً لهذه التقارير، فإن سلاح البحرية الإسرائيلية يتوقع أن يلجأ بعض المشاركين في القافلة، خصوصاً من العرب، إلى العنف مع الجنود الإسرائيليين في حال اعترضوا السفن «ما سيضطرهم إلى السيطرة بالقوة على السفن». وتوقعت أن تحصل المواجهة الأولى الخميس المقبل، وختمت أن قائد سلاح البحرية اللواء اليعيزر مروم يشرف شخصياً على استعدادات سلاحه لمنع وصول السفن إلى القطاع، علماً أنه أشرف شخصياً قبل عام على الاعتراض الدموي لقافلة السفن التركية الذي أودى بحياة عشرة من المشاركين. وحذرت إسرائيل الصحافيين الأجانب امس من إمكان منعهم من دخول البلاد لمدة عشر سنوات في حال انضمامهم الى «اسطول الحرية 2»، وقال مدير المكتب الصحافي للحكومة الاسرائيلية اورين هيلمان في بيان ارسل عبر البريد الالكتروني الى وكالة «رويترز» ومؤسسات صحافية دولية اخرى، ان المشاركة في القافلة ستشكل «انتهاكاً متعمداً» للقانون الاسرائيلي و «قد تؤدي الى منع المشاركين من دخول دولة اسرائيل لعشر سنوات ولمصادرة معدّاتهم وعقوبات اخرى». ويعتزم صحافي اسرائيلي واحد على الاقل هو مراسل في صحيفة «هآرتس» اليسارية الاسرائيلية ركوب سفينة كندية ضمن القافلة طبقاً لمقال نشره الموقع الالكتروني للصحيفة امس، علماً ان اسرائيل تحظر على مواطنيها دخول غزة. ورداً على تحذير هيلمان، قالت رابطة الصحافيين الاجانب في القدس في بيان ان «تهديد الحكومة بمعاقبة الصحافيين الذين يغطون أخبار قافلة غزة يبعث برسالة مخيفة الى وسائل الإعلام الدولية ويثير اسئلة خطيرة في شأن التزام اسرائيل حرية الصحافة».