فيما تضاربت الأنباء عن موعد اقتراب سفينة «ريتشل كوري» من شواطئ غزة بين اليوم وغد، أكدت إسرائيل مجدداً على لسان رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو أنها لن تسمح للسفينة الإرلندية بالتوجه نحو غزة. ونقلت وسائل الإعلام عنه قوله لأعضاء «المنتدى الوزاري السباعي» أول من أمس: «لن نسمح للسفينة بدخول غزة، لا الآن ولا لاحقاً، وسنقوم بتوجيه السفينة إلى ميناء أسدود ونقل حمولتها إلى القطاع بعد تفتيش أمني». وأعربت مصادر سياسية عن أملها في توجيه السفينة إلى أسدود من دون لجوء إسرائيل إلى القوة، وأكدت أن الاتصالات مع مرسلي السفينة تتواصل من أجل تحقيق ذلك. وزادت أن ثمة انطباعاً بأن ركاب السفينة ليسوا معنيين بمواجهة عنيفة مع الإسرائيليين. وقال مسؤول في مكتب نتانياهو إن الأخير أمر أيضاً القوات الاسرائيلية بالتحلي «بالحذر والكياسة» في معاملة السفينة لتفادي ايذاء أي من ركابها. وأعلنت حملة التضامن «إرلندا - فلسطين» ان «ريتشل كوري» التي فقدت الاتصالات معها لفترة، تواصل طريقها امس الى قطاع غزة حاملة مساعدات انسانية. وأوضحت الحركة في بيان انها تمكنت قبل الظهر من الاتصال بركاب السفينة التي تسير في طريقها الى غزة. وكانت الناطقة باسم حركة «غزة الحرة» اودري بومسي قالت لوكالة «فرانس برس»: «فقدنا كل اتصال مع السفينة. ونفترض ان الامر ناجم عن عملية تشويش اسرائيلية». وأضافت: «سنقتاد ريتشل كوري الى ميناء ليصعد على متنها المزيد من الشخصيات، وسنصر على ان يرافقنا صحافيون من العالم بأسره». وتابعت: «نأمل في ان تعود الاتصالات حتى يمكننا ابلاغ الركاب بهذا القرار» بالتوقف في ميناء. يذكر ان «ريتشل كوري» التي تنقل 15 شخصاً يحملون الجنسية الإرلندية والماليزية، بينهم حائز جائزة «نوبل» للسلام ومسؤول سابق في الاممالمتحدة، كانت بعد ظهر اول من امس على بعد نحو 250 ميلاً بحرياً (400 كيلومتر) من المكان الذي نفذ فيه الجيش الاسرائيلي هجومه الدامي على قافلة الحرية. ويتوقع ان تصل السفينة اليوم او غداً قبالة قطاع غزة. في هذه الاثناء، دعا الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أمس الى إبداء روح المسؤولية والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول الى غزة، وذلك في معرض تعليقه على السفينة الإرلندية. وقال إن المهم ان تستمر المساعدات بالوصول الى القطاع وفقاً للقرار 1860 لمجلس الأمن، وأن طاقم السفينة الإرلندية أكد عزمه على تجنب العنف، ومن الضروري في ظل الظروف الحالية إبداء روح المسؤولية. إلى ذلك، أفادت صحيفة «هآرتس» أن نتانياهو يشترط تدخل أي جهة دولية في التحقيق في الهجوم الإسرائيلي على قافلة الحرية، بأن يتمحور تحقيقها في مسألتين فقط: قانونية العمل العسكري في المياه الدولية، والإدعاء بلجوء إسرائيل إلى القوة المفرطة. وأضافت أن إسرائيل مقتنعة بأن لديها الأجوبة الشافية لهاتين المسألتين، في مقدمها «حقها في الدفاع عن النفس»، وأن القوة التي استخدمتها كانت «متناسبة ومعقولة» أما النتائج القاتلة فنجمت عن مهاجمة ركاب السفينة الجنود الإسرائيليين «ما اضطر هؤلاء للدفاع عن أنفسهم». أما عن احتمالات تخفيف الحصار البحري عن قطاع غزة، فإن نتانياهو يدرس «أفكاراً خلاقة ونماذج جديدة» لمراقبة الحركة البحرية نحو القطاع، بمعنى أن تتمحور المراقبة في منع وصول أسلحة إلى القطاع. وأضافت الصحيفة أن نتانياهو مستعد لمشاركة عدد من الدول، مثل الولاياتالمتحدة وايطاليا وفرنسا، في إجراء التفتيش الأمني للسفن، لكنه يرفض قطعاً تخفيف الحصار البري للقطاع. من جهتها، قالت رئيسة المعارضة تسيبي ليفني في مقابلة لصحيفة تركية إن الحصار البحري على القطاع يجب أن يتواصل، وأنه «لا يجوز منح الشرعية لحركة حماس قبل أن تقبل بشروط الرباعية الدولية». إلى ذلك، حملت عناوين الصحف أمس نتائج تحقيق أولي أجراه الجيش في الهجوم على قافلة السفن، جاء فيها أن بعض الركاب حاول خطف ثلاثة جنود إسرائيليين من المشاركين في العملية ممن جرحوا وفقدوا وعيهم في عملية إنزالهم على السفينة، وأن رفاقهم خلصوهم من احتجاز استمر دقائق. وقالت مصادر أمنية إن هذه النتائج تلتقي وإفادة مصور «الجزيرة» أندريه أبو خليل الذي أكد احتجاز جنود إسرائيليين. في غضون ذلك، قامت مجموعة يهودية متطرفة أمس بتدنيس النصب التذكاري للجندي التركي في ساحة أتاتورك وسط مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، وكتابة شعارات منددة بتركيا، وذلك غداة تظاهرة شارك فيها آلاف الإسرائيليين قبالة السفارة التركية في تل أبيب نددوا فيها بالموقف التركي وبرئيس الحكومة رجب طيب أردوغان «الإرهابي» و «المعادي للصهيونية». وألقى المتظاهرون قنبلة دخان على السفارة وأحرقوا العلم التركي.