جمع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني بيترو بوروشينكو للمرة الأولى، في قصر بينوفيل الذي استضاف غداءً لقادة العالم المشاركين في احتفالات الذكرى السبعين لإنزال النورماندي. وأعقب ذلك إعلان الكرملين أن الرئيسين الروسي والأوكراني أيدا خلال لقاء قصير ضرورة وقف المعارك بين الجانبين جنوب شرقي أوكرانيا في أسرع وقت»، بينما أعلن الحرس الوطني سقوط عسكريين في صفوفه بعدما هاجمهم انفصاليون بقذائف مورتر في مدينة سلافيانسك (شرق). وذكر محيطون بالرئيس الفرنسي أن بوتين وبوروشنكو تصافحا خلال لقائهما المستشارة الألمانية أنغيلا مركل لدى دخول الزعماء القصر، وتحادثا في شكل طبيعي، ما يشكل تقدماً متواضعاً»، مشيرين إلى أن «مسألة إطلاق حوار بينهما حول الإجراءات الممكنة لتخفيف التوتر ووقف النار بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين للروس في شرق أوكرانيا ستناقش خلال أيام». وكان هولاند دعا بوروشينكو، كضيفه الشخصي، إلى احتفالات ذكرى إنزال النورماندي، معتبراً أنه «يجب استغلال الحدث لخدمة السلام». وينصَّب بوروشينكو، الذي انتخب في 25 ايار (مايو) الماضي، رئيساً لأوكرانيا اليوم. وأتاحت مشاركة بوتين في ذكرى إنزال النورماندي، فرصة إجراء القادة الغربيين محادثات معه في شأن أزمة أوكرانيا. وأعلن وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والروسي فلاديمير بوتين بحثا خلال مأدبة عشاء بقصر الإليزيه في باريس مسألة وقف النار في أوكرانيا. وقال: «ناقشنا كيف يمكننا المساعدة في إرساء وقف للنار باعتباره الأمر الضروري الأول، كذلك كيف نستطيع المساهمة اقتصادياً في حل النزاع حول الغاز، والاعتراف بحقوق كل مناطق أوكرانيا». وأشار فابيوس إلى أن بوتين «أقرّ بأنه يمكن أن يكون له بعض التأثير على الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، ولكن ليس في شكل كامل، إذ ذكّر برفض الانفصاليين دعوته لعدم تنظيم استفتاء انفصال منطقتي دونيتسك ولوغانسك الشهر الماضي». وتابع: «سنرى ما سيحدث في الساعات والأيام المقبلة، لكن ما أوضحناه، والذي لا جدل فيه، أنه ليس من مصلحة أحد إطلاقاً حدوث نزاع كبير في أوكرانيا». ورداً على سؤال ما إذا كانت أجواء اللقاء بين بوتين وهولاند في الإليزيه لم تتسم بالحرارة نفسها التي سادت العشاء الذي سبقه في مطعم «شيبرتا» قرب قوس النصر بباريس مع الرئيس الأميركي باراك اوباما، قال فابيوس: «الأكيد أن الإطار اختلف وكذلك الشخصيات، ومع بوتين هناك قضية أوكرانيا خصوصاً». وأكد الوزير الفرنسي أن تسليم سفن «ميسترال» العسكرية الفرنسية إلى روسيا إحدى القضايا التي طرحت خلال مأدبتي العشاء، وقال: «أبرمت هذه العقود حكومة أخرى عام 2011، ودفع ثمن جزء كبير منها ما وفرّ عدداً كبيراً من الوظائف. والتقاليد في فرنسا كما في الولاياتالمتحدة هي احترام العقود». وفي لقاء ثنائي آخر عقد في صالون خاص بمطار شارل ديغول الدولي بباريس ليل الخميس، دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون الرئيس الروسي بوتين إلى الاعتراف رسمياً بالرئيس الأوكراني الجديد بوروشينكو والعمل معه، وقال: «الوضع الحالي غير مقبول. نحتاج إلى خفض التصعيد ووقف وصول الأسلحة والرجال عبر الحدود، فيما تتوافر فرصة لأن تكون أوكرانيا ناجحة وسلمية ومستقرة، خصوصاً بعد انتخاب رئيس جديد». وكان كامرون استبق اللقاء بإعلان انه «سيحذر بوتين من فرض عقوبات إذا لم يحصل تقدم في أوكرانيا». وصباح أمس، دعت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تحمل «حصته الكبيرة» من مسؤولية تسوية أزمة أوكرانيا. وأورد بيان أصدرته المستشارية الألمانية بعد اللقاء: «أبدت المستشارة قناعتها بأنه يجب توظيف وقت للتوصل إلى إرساء الاستقرار، خصوصاً في شرق أوكرانيا، بعد إنجاز انتخابات رئاسية حظيت باعتراف دولي». ويبحث بوتين أزمة أوكرانيا خلال زيارة تستمر يومين للنمسا في 24 الشهر الجاري. وهو سيلتقي المستشار النمسوي فيرنر فايمان والرئيس هاينز فيشر اللذين أعلن مكتباهما أن «الحوار والتعاون لا يزالان ضروريان لاستقرار الوضع» في أوكرانيا. وأفادت صحيفة «دي برس» النمسوية بأن زيارة بوتين كانت مقررة منذ أشهر. وأوضحت أن الرئيس فيشر الحريص على ألا ينظر الناس إلى النمسا على أنها قريبة كثيراً من روسيا، قد يكون استشار مباشرة لندنوباريس. وتقيم فيينا علاقات جيدة مع موسكو. وتعمل شركات نمسوية عدة في روسيا، في حين تستقبل منتجعات التزحلق على الثلج والمصارف وأسواق العقارات النمسوية العديد من الروس، لا سيما الأكثر ثراءً.