تعانق سماء «الكتاب» بطريقتها وكأنه طفلها الصغير المدلل، تفتح صفحاته بتأنٍّ وهي تنظر لتلك الصفحات الملونة المرسومة بشكل لافت من أجلها، و«تبتسم» وتقرأ بصمت ثم ترفع صوتها على رغم الضجيج الذي حولها، لتثبت أنها تعرف كيف تعد الأرقام وتقرأ الحروف كما تعلمتها في مدرستها، وتحمل الكتاب الصغير الثقيل في ذات الوقت لأمها وتستأذنها لاقتنائه، بهذه الطريقة وضعت سما الخليفة (4 أعوام) الكتاب في «كيس» جميل، لتخرج من معرض الرياض الدولي للكتاب والفرح يغمرها من كل مكان، تقول: «أنا سعيدة جداً اليوم لأني اقتنيت بعض الكتب وسأريها لزميلاتي في الصف ونقرأ سوياً مع بعضنا القصص التي أحبها وأقرأها 4 مرات في اليوم وفي المدرسة، وحينما أكبر سأصبح طبيبة، والقراءة تجعل العقل يفكر ويحلل ويفهم». وتقول شقيقتها ديم (8 أعوام): «أهوى كثيراً قراءة القصص، فأمي هي التي تدفعني لأتعلم وأصبح قارئة جيدة، وتجذبني القصص المليئة بالفائدة، والتي نتعلم منها أشياء رائعة، وحينما أكبر سأصبح معلمة تعلم الصغار الكثير من الخصال والصفات الرائعة قبل التعليم، وأنا أهوى أيضاً فن الرسم بجميع أشكاله والقراءة والسباحة». ويقول محمد حميد الدين (11 عاماً)، الذي يحب قصص روائع المكتبات ويعتبرها مختلفة عن غيرها من القصص ولا توجد سوى في معرض الكتاب: «تعجبني القصص كثيراً، لأن فيها هدفاً موجاً لكل الأطفال بمستوى الأعمال، وهي تجارب رائعة لو استثمرت أيضاً في تعليم الأطفال كيفية عمل قصص لهم، وقراءتها تجعلني أساعد أصدقائي في بعض المعلومات التي تفيدهم أو تصحح بعضها، وفي المدرسة أيضاً نهتم بقراءة القصص، وحينما أكبر سأصبح رجل أعمال، وربما سأسهم في فتح مكتبة أو عمل مشاريع تهتم بالقراءة للطفل». وتقول شقيقته سمية (7 أعوام): «أنا أشاطر شقيقي محمد ذات الرأي، وأزيد على ذلك بأن الكتب مهمة في محتواها، ثم بالدرجة الثانية تلك الرسومات التي عليها، وسأكون حريصة عندما أكبر أن أرسم الرسمات لأضعها في كتاب، فالرسم من الأشياء التي أحبها وأهواها كثيراً، وأمكث ساعات طويلة وأنا أرسم وأقرأ». ولكن شقيقتهم نور (5 أعوام) لها رأي مختلف، إذ يجذبها شكل الكتاب وتتصفحه بطريقة رائعة، مفصلة كل نقطة في الرسم، وتشكر والديها لأنهما دوماً يسهمان في تعليمهم وإدخال روح الفرح وحبهم للقراءة. ويتحدث المدير والمسوق كما يطلق على نفسه عبدالله الفريج عن التطبيق الذي يساعد الأطفال في تعلمه بمحتوى جيد يساعده في اكتشاف مواهبه ويوجهه بطريقة رائعة وصنع بحب كما يقول: «حينما أكبر سأصبح كابتن طيار، واليوم أنا مسوق أعلم الأمهات عن هذا التطبيق الذي يهدف إلى تعليم الأطفال القيم والأخلاق من خلال التقنية لتحقيق الأثر، وهناك خدمات عديدة لبرمجة التطبيقات وإنتاج القصص والاستشارات». من جهة أخرى، علقت الكاتبة مستشارة تطوير أعمال ومؤسس كتب نون للطفل ناهد الشوا بأنها تعجبت من تعليق أحد الوالدين بعدم حبه القراءة، ويطالب بشراء قصة للطفل، وأعجبت بتلك الأم التي اشترت قصة لطفلها الذي لا يقرأ العربية ولا يعرف سوى قراءة الكتب الإنكليزية، قائلة لها: «طفلي قرأ القصة 6 مرات خلال ال48 ساعة الماضية». وأكدت أن الأطفال المحبين للتقنية وتواصلهم عبر الأجهزة الذكية لم تعرض عليهم تجارب ونشاطات خارج المجتمع سواء البيت أو المدرسة، مثل المسرح أو الرسم أو الرياضة أو نشاطات فكرية يمارسها الطفل، فهو سيلجأ حتماً لوسائل التقنية». وقالت: «نحن مجتمع غير قارئ، فلا بد أن يكون الوالدان محبين للقراءة ويغرسانها داخل أطفالهما ويحفزانهم ويوفران لهم الكتب المميزة التي تجذبهم وتحترم عقلوهم فكرياً ومشاعرهم». وتشير متسائلة: «أين هو الكتاب العربي الجيد الذي يجذب الأطفال ويحترم عقليتهم ويعلمهم ويدخل الى قلوبهم؟ إذا وجد سيبتعد الطفل لا شعورياً من أمام الأيباد، ويبدأ في تخصيص وقته للقراءة».