واصلت القوات النظامية السورية قصف مناطق محاصرة جنوب غوطة دمشقالشرقية أمس، وحققت تقدماً ميدانياً في بلدة عين ترما، تزامناً مع بدء تنفيذ عملية إجلاء مسلحين ومدنيين من مدينة حرستا في القطاع الشمالي بموجب اتفاق توسطته روسيا بين «حركة أحرار الشام» والنظام السوري، كما شهدت مدينة دوما المحاصرة حركة مغادرة واسعة للمدنيين عبر معبر الوافدين في اتجاه مناطق النظام، شملت 4 آلاف شخص خلال الساعات ال24 الماضية، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس. وبعد إجلاء مقاتلي «أحرار الشام» من حرستا، لن يبق تحت سيطرة المعارضة سوى دوما وجيب آخر جنوب الغوطة الشرقية يشمل بلدات جوبر وعين ترما وعربين وزملكا. وتشكّل هذه المناطق كل ما تبقى من معقل المعارضة الرئيس قرب العاصمة دمشق، ما يعكس أكبر نكسة لها منذ استعادة حلب في أواخر عام 2016. وحضّ ضابط في القوات النظامية في مقابلة مع التلفزيون الرسمي مقاتلي المعارضة الذين لم يتفاوضوا على اتفاق بعد، على الاستسلام. وقال «من أراد الاستسلام والعودة إلى حضن الوطن فأهلاً وسهلاً، ومن أراد الموت فالموت له». وتعرّضت مناطق سيطرة «فيلق الرحمن» في الجيب الجنوبي الغربي من الغوطة لغارات جوية كثيفة خصوصاً مناطق في عربين وزملكا وعين ترما، ما أدّى إلى مقتل 19 شخصاً على الأقل، وفق ما أفاد «المرصد». وتزامن القصف مع اشتباكات متواصلة بين قوات النظام والمسلّحين الموالين لها من جهة، و»فيلق الرحمن» من جهة أخرى، على محاور في جنوب بلدة عين ترما، حيث تمكنت القوات النظامية من التقدم والسيطرة على معظم المزارع الجنوبية لبلدة عين ترما باتجاه أطراف البلدة. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس، بأنّ وحدات الجيش تمكنت من السيطرة على منطقة وادي عين ترما بشكل كامل «بعد دحر التنظيمات الإرهابية منها». ولفتت إلى أنها «تقوم بتمشيط المنطقة وادي عين ترما، لتثبيت نقاط تكون منطلقاً لعمليات جديدة في اتجاه تحرير حزة وزملكا وعربين وأجزاء من حي جوبر»، موضحة أن العمليات العسكرية تتركز على أطراف بلدة عين ترما. في غضون ذلك، سُمع دوي انفجارات متتالية في دمشق وضواحيها الخاضعة لسيطرة النظام. وأفاد «المرصد» بأن نحو 20 قذيفة سقطت على مناطق في برزة ومعبر الموارد المائية الرابط بين حرستا وامتداد العاصمة، إضافة إلى مناطق المرجة والحمرا وساحة الشهبندر وأماكن أخرى وسط العاصمة، ما أدّى إلى مقتل 7 أشخاص على الأقل. وكان «المرصد» أشار أول من أمس، إلى مقتل 43 شخصاً على الأقل نتيجة سقوط قذائف على مناطق في العاصمة، وذلك في أعلى حصيلة خسائر بشرية منذ 5 سنوات. وكان هجوم القوات النظامية على الغوطة الشرقية، التي تضم مدناً وبلدات وأراضي زراعية على مشارف دمشق، واحداً من أعنف المعارك في الحرب السورية. وأدى إلى مقتل أكثر من 1500 شخص في قصف متواصل بالطائرات والقذائف والصواريخ. وباتت قوات النظام تسيطر حالياً على حوالى 80 في المئة من مساحة الغوطة آخر معاقل المعارضة قرب دمشق. وتعتبر موسكوودمشق الهجوم ضروريا «لإنهاء حكم إرهابيين لسكان المنطقة»، في وقت أثار ضراوة المعارك إدانات غربية ومناشدات عاجلة من الأممالمتحدة ومنظمات إنسانية دعت إلى وقف لإطلاق النار.