على وقع مواصلة خروج آلاف المدنيين من الغوطة الشرقيةلدمشق، ساد هدوء نسبي أمس بعد أسابيع من القصف المكثف على المنطقة أدى إلى سيطرة النظام على أكثر من 80 في المئة من الغوطة، وذلك في انتظار نتائج المفاوضات بين فصائل من المعارضة المسلحة والأممالمتحدة للتوصل إلى وقف للنار. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى مغادرة الآلاف من المدنيين من الجيب الجنوبي الغربي الخاضع لسيطرة «فيلق الرحمن» في ظل هدوء نسبي خرقه سقوط قذائف على بلدة عين ترما. ولفت «المرصد» إلى أن الهدوء يهدف إلى انتظار التوصل إلى اتفاق لإخراج مقاتلي الفيلق إلى الشمال السوري من مناطق سيطرته في كل من عربين وزملكا وعين ترما وأجزاء من حي جوبر الدمشقي. إلى ذلك، ذكر التلفزيون السوري أن قوات النظام أمهلت مقاتلي المعارضة في حرستا حتى عصر أمس للانسحاب، فيما أفادت مصادر بأن لجنة تفاوض خرجت من المدينة إلى دمشق لوضع آلية الخروج، في ظل وقف العمليات العسكرية في المنطقة. وكانت معلومات أكدت أن اتفاقاً جرى بين الجانب الروسي و «حركة أحرار الشام»، ينص على دخول المدينة بهدنة لثلاثة أيام تبدأ من السبت، لتنفيذ بنود التسوية، كسائر المناطق في ريف دمشق التي توصلت إلى اتفاق مع قوات النظام وحلفائها. ولفتت المعلومات إلى أن النظام سلم شروط التفاوض للمعارضة والتي تقضي بتسوية أوضاع الراغبين بالبقاء من المقاتلين، وخروج المقاتلين الذين لا يرغبون بتسوية أوضاعهم إلى مناطق لم تحدد، ولكن من المرجح أن يكون الشمال السوري كما هي الحال لبقية مناطق ريف دمشق التي خضعت لتسويات مشابهة. ومع تقدمها في الغوطة، تمكنت قوات النظام من تقطيع أوصالها إلى ثلاثة جيوب منفصلة، هي دوما شمالاً تحت سيطرة فصيل «جيش الإسلام»، وحرستا غرباً حيث «حركة أحرار الشام»، وبلدات جنوبية يسيطر عليها فصيل «فيلق الرحمن». وأكد الناطق باسم «فيلق الرحمن» وائل علوان من مقره في إسطنبول إجراء قيادة الفيلق محادثات مع وفد من الأممالمتحدة لوقف النار ودخول المساعدات وإجلاء الحالات الطبية العاجلة»، مضيفاً: «نقوم بترتيب مفاوضات جادة لضمان سلامة المدنيين وحمايتهم». ولفت إلى أن «أهم النقاط التي يجري تأكيدها والتفاوض على إجراءاتها هي وقف النار وتأمين المساعدات للمدنيين وإخراج الحالات المرضية والمصابين لتلقي العلاج خارج الغوطة بضمانات أممية»، لكنه أشار إلى أن «الخروج» من الغوطة غير مطروح. وكانت فصائل من المعارضة في الغوطة أعلنت أول من أمس التزامها بتنفيذ القرارات الأممية واستعدادها للحوار مع روسيا شرط أن ترعى الأممالمتحدة المحادثات المقترحة. وأجلي عدد من المرضى الذين تتطلب حالاتهم علاجاً عاجلاً من الجيب الشمالي ودخلت بعض المساعدات إلى هناك، لكن ذلك لم يحدث بعد في الجيب الجنوبي. إلى ذلك، أكد مركز المصالحة الروسي في سورية الذي تديره وزارة الدفاع الروسية أن أكثر من 20 ألف شخص غادروا الغوطة الشرقية عبر مدينة حمورية أمس، مشيراً إلى أن أكثر من 68 ألف شخص غادروا الغوطة منذ إقامة ممرات إنسانية في المنطقة المحاصرة. من جانبه، ذكر «الإعلام الحربي المركزي»، أن قوات النظام تابعت تقدمها أمس نحو أطراف بلدة كفربطنا من الجهتين الشرقية والشمالية، بعد سيطرتها على بلدة سقبا جنوب بلدة حمورية إثر مواجهات عنيفة. إلى ذلك، أشارت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم «داعش» إلى مقتل 25 عنصراً من قوات النظام أمس في حي القدم جنوب العاصمة، ضمن المواجهات التي بدأها التنظيم في المنطقة.