«زنقة زنقة .. دار دار» اللزمة الشهيرة لرئيس الليبي معمر القذافي خرجت من إطار الفكاهة بعد أن زجَّ بها القذافي ضمن الحدود السياسية لتصبح أخيراً ضمن أهازيج الجماهير في الملاعب السعودية. صراع «الأهازيج» بين جماهير الأهلي والاتحاد كان حاضراً في نهائي كأس خادم الحرمين للأندية الأبطال وبلغ ذروته، خصوصاً في ظل ما عُرف عنهما من حضور لافت في المدرجات. قبل الانطلاقة هتفت رابطة جماهير الفريقين بأهازيجها المعتادة، إذ هتف جمهور الاتحاد «يا يا يا شا شا شا والإتي هو الباشا»، بينما انطلق جمهور الأهلي مع نشيد القلعة «أيا قلعة المجد... والمجد أهلي». أطلق البلجيكي فرانك دي بليكري صافرته معلناً بداية نهائي الأبطال ودربي الغربية.. جمهور الفريقين يساند كل منهم فريقه دون تهاون. جمهور الأهلي أطلق أول شعاراته الثورية التي مزجت باللهجة الجداوية ب«زنقة زنقة دار دار... وخصم الأهلي حينهار» ولم يمضِ قليل من الوقت حتى رد الاتحاديون ب«زنقة زنقة دار دار ... والإتي شعلل نار». أنهت 45 دقيقة الجزء الأول من حكاية النهائي بالتعادل في النتيجة والشعارات، اللاعبون دخلوا للراحة في فترة ما بين الشوطين إلا أن رابطة جماهير الفريقين حضت الجماهير على رفع وتيرة صوتها من أجل مساندة فريقها. ومع انطلاقة الشوط الثاني فقد جمهور الاتحاد حلمه وصبره ليهتف ب«يا نور العب كورة». عند الدقيقة 60 خفت صوت جماهير الاتحاد طويلاً وبعد مطالبة رئيس رابطة الاتحاد صالح القرني للجماهير بالتخلي عن الصمت واللجوء لحرق الملعب استجاب له الجمهور عند الدقيقة السبعين مع هجمة سلطان النمري الضائعة. القرني لم ينجح في إبقاء جمهور الاتحاد في حال استنفار ربما لشعور القلق من الخطر المقبل الذي تمكن من الدخول إلى عمق أذهانهم. وبلغة الحسرة قالت جماهير العميد في محاولة لدفع لاعبي الاتحاد إلى التحرك قبل انتهاء الوقت الأصلي للمباراة «يا إتي ترى قلبي انكوى... فوزك والله منى»، فيما استنفر القرني وصرخ في الجمهور الاتحادي، قائلاً: «والله بدون صوتكم ما يفوز الإتي... اللعيبة طلبوا صوتكم». جمهور الأهلي ظل يغرد بأهازيجه وسط تنظيم لافت للنظر وتفاعل كبير من الجمهور على الطريقة الأوروبية في التشجيع. ومع الأشواط الإضافية للمباراة حاول جمهور الاتحاد مساندة الفريق من أجل الخروج من حال الدفاع للانطلاق إلى الهجوم سيراً على خطى الشعارات الثورية بقولهم «دار دار.. والإتي شعلل نار» ولم تمضِ دقائق حتى هتف جمهور القلعة ب«زنقة زنقة دار دار وغير الأهلي ما هويت». وخيم الصمت على جماهير الفريقين عند بدء ضربات الترجيح إلا من أهات أو صرخات فرح عند ولوج هدف في مرمى الخصم. ومع آخر ضربات الترجيح تسيدت أصداء أصوات جماهير الأهلي أرجاء الملعب لتنطلق أهازيج الفرح وبعد دقائق عدة من الفوز تمكن عدد من جماهير القلعة من اقتحام أرضية الملعب لمشاركة اللاعبين الفرحة. يذكر أن الدقائق الخمس التي تلت فوز الأهلي بالمباراة شهدت حالات إغماء عدة للجماهير بلغت 25 عولجت جلها داخل أرضية الملعب.