أربعة كيلومترات هي المسافة الفاصلة بين مقري قطبا الكرة في عروس البحر الأحمر الاتحاد والأهلي حيث يقعان في منتصف مدينة جدة فنادي الاتحاد الذي يتوسط شارع الصحافة الذي يتزين مدخله بريشة نقشت على حائط بيتا من شعر أبي الطيب المتنبي تقول (وما الدهر إلا من رواة قصائدي.. إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا) فيما يستهل النادي الأهلي شارع الأمير محمد بن سعود (التحلية) من الجهة الشمالية وهو الشارع الأنشط في المدينة. مقرا الناديين تحولا إلى معسكرين مغلقين من أجل الاستعداد لموقعة اليوم الكبرى في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال أغلى البطولات السعودية وكلّ يمنّي النفس بأن يكون شارعه موكبا لاحتفالات عارمة تنطلق بنهاية اللقاء. فالجماهير وقبلهم سكان الحي الذي يقع به مقر النادي الفائز يعلمون بأنه لا مكان لمرور السيارات إذا ما انتصر ناديهم في المباراة فما عليك إلا السير على قدميك والاستمتاع بالاحتفالات الكرنفالية التي سيرسمها جمهور النادي المنتصر والتي ستسعى جميع القنوات الرياضية المتخصصة لرصدها ونقلها على الهواء مباشرة. ومن سيشاهد تلك الاحتفالات سيتذكر الزمن الجميل للمعلق الراحل زاهد قدسي الذي كان دائما يردد قبل مواجهات الفريقين (لمن ستقرع الطبول ؟) حيث إن أنصار الناديين العريقين عرفا بمزجهما الفن بالتشجيع لذلك تجد أن ما تصدح به هذه المدرجات له طابع خاص ومختلف عن غيره من المدرجات حتى إن الجماهير تتفاعل مع الواقع المعاصر وإدخاله كأهازيج تحفيزية للاعبين ومنها ما قام به رئيس رابطة جمهور نادي الاتحاد صالح القرني الذي استخلص كلمة (زنقة) وأطلق أهزوجة خفيفة تقول: (زنقة زنقة في كل بيت ,, غير الاتي ما حبيت) وفي نهائي سابق هبت عاصفة رملية على ملعب المباراة قبل بدايتها فأنشد القرني أهزوجة (غيم يا غيم وأنزل يا مطر ,, هذا الاتاوي ما يهاب الخطر) من سيشاهد تلك الاحتفالات سيتذكر الزمن الجميل للمعلق الراحل زاهد قدسي الذي كان دائما يردد قبل مواجهات الفريقين (لمن ستقرع الطبول ؟) وعلى الجانب الأهلي نجد أن جمهوره أبدع في تقديم نشيد النادي الرسمي والذي تقول كلماته: لك العهد والعشق والانتماء وخلفك نمضي صباح مساء لتبقى مجيدا وفخر وعيدا وصرحا مشيدا يطال السماء أيا قلعة المجد والمجد أهلي أيا قلعة الفن والفن أهلي سفير الوطن شموخ وفن وعبر الزمان سنمضي معا