فيينا، واشنطن، نيويورك – أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو امس، أنه سيفكر في قبول دعوة لزيارة طهران، مشدداً على ضرورة ان تؤدي إلى نتائج تساهم في تسوية الملف النووي الايراني. أتى ذلك بعدما التقى أمانو المندوب الايراني لدى الوكالة فريدون عباس دواني في فيينا قبل أيام، والذي دعاه الى زيارة المنشآت النووية الايرانية. وسُئل امانو عن الدعوة، فأجاب: «سأفكر في زيارة طهران في وقت مناسب، لكن زيارتي تتطلب نتيجة بناءة وملموسة». واشار الى انه أثار مع الايرانيين مسألة النشاطات النووية المرتبطة ببُعد عسكري، والتي تشتبه الوكالة في أن طهران أجرتها. وقال: «طلبت تعاونهم لتوضيح هذه النشاطات. لا خلاف في الرأي حول مواصلة الحوار، لكن ثمة خلافاً بالطبع حول مسائل أساسية». في غضون ذلك، اعتبر اولي هاينونن، أبرز مفتشي الوكالة في ايران سابقاً، ان طهران مصممة على إنجاز قدرة على صنع سلاح نووي. وقال خلال جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي: «يبدو ان ايران مصممة على أن تكون، في أقل تقدير، قادرة على بناء سلاح نووي، إذا قررت ذلك». واشار الى ان طهران «قادرة في العام 2012 على جمع كمية كافية من المواد القابلة للانشطار، لإنتاج سلاح ذري واحد على الأقل». الى ذلك، فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات على شركة «تايد ووتر ميدل ايست» التي تشغّل سبعة موانئ في ايران، وشركة الخطوط الجوية الايرانية الوطنية «ايران إر» التي تسيّر رحلات جوية إلى 35 مدينة في الخارج وإلى 25 مدينة داخل ايران، في اسطول من نحو 40 طائرة. واتهمت واشنطن الشركتين بتسهيل تجارة السلاح غير المشروعة، ومساعدة «الحرس الثوري» في نشاطات مزعزعة للاستقرار في ايران ودول مجاورة. واعتبرت وزارة الخزانة أن «ايران إر نقلت (منذ 2006) معدات عسكرية لحساب الحرس الثوري في ايران»، مضيفة: «تم نقل قذائف او صورايخ في رحلات لنقل الركاب أجرتها ايران إر، والضباط في الحرس الثوري يراقبون أحياناً رحلات ايران إر التي تنقل بضائع مخصصة للحرس». والعقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية تجمّد أي اصول مالية في الولاياتالمتحدة للشركتين ولثلاث شركات أخرى، كما تمنع الأميركيين من التعامل معها. واستهدفت العقوبات أيضاً رجل الاعمال الايراني بهمان شهرياري، إذ اتهمته بتزويد «حزب الله» في لبنان أسلحة. في غضون ذلك، أحبطت روسيا والصين مساعي الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا لنشر تقرير للجنة العقوبات المفروضة على إيران في مجلس الأمن، يتضمن تفاصيل عن انتهاك طهران حظراً دولياً، بإرسالها أسلحة إلى سورية. وخلال جلسة لمجلس الأمن، دعت المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس، الى «نشر التقرير النهائي للجنة في سرعة»، والذي قال المندوب البريطاني مارك ليال غرانت، إن «من شأنه المساعدة على التطبيق الكامل للعقوبات» على ايران. لكن ألكسندر بانكين، نائب المندوب الروسي، اعتبر ان «المعلومات التي لم يتم التحقق من صحتها أو يجري تسييسها، لا تساعد على تشجيع أي مبادرات في مجلس الأمن أو اللجنة». وقال المندوب الصيني يانغ تاو، إن بكين تريد من اللجنة أن «تعمل استناداً إلى مبادئ الحياد والموضوعية والاستقلال، وعلى أساس المعلومات الموثوق بها».