في اليوم المئة لحركة الاحتجاج في سورية، دعا الناشطون المطالبون بالديموقراطية إلى التظاهر مجددا اليوم تحت عنوان جمعة «سقوط الشرعية». وذلك بعد يوم على اضراب عام في كل المدن، لاقى استجابة كبيرة، بحسب الناشطين الذين اوضحوا ان اضرابا واسعا سجل في ريف دمشق وحلب وحماه وحمص ودير الزور ودرعا وادلب. توازى ذلك مع دخول دبابات وقوات سورية أمس الى مشارف الحدود التركية، ما دفع مئات اللاجئين السوريين إلى العبور إلى تركيا. وافا شهود بان جنودا تساندهم مركبات مدرعة اقاموا حواجز على الطريق الرئيسي من حلب الى تركيا، وهو ممر رئيسي للشاحنات بين اوروبا والشرق الاوسط، واعتقلوا العشرات. ويزيد اقتراب قوات سورية من الحدود التوترات مع أنقرة. وقال مسؤول في الخارجية التركية أمس إن وزيري الخارجية السوري وليد المعلم والتركي أحمد داود أوغلو اجريا تشاورات حول الوضع عبر الهاتف. وأفادت «رويترز» بان قائد الجيش الثاني التركي زار الموقع الحدودي في غوفيتشي. وفيما تبنى الاتحاد الاوروبي أمس رسميا العقوبات الجديدة ضد دمشق، رفعت واشنطن سقف خطابها حول سورية مذكرة بأن الأزمة هناك هي «على حدود حلف الأطلسي» أي تركيا. وقال مساعد وزير الدفاع الأميركي للشؤون الأمنية ألكسندر فيرشبو إن على دمشق «أن تأخذ بالاعتبار» حاجات أنقرة «وتوقف العنف وتبدأ الإصلاح». كما عبر مسؤول في الخارجية الاميركية ل»الحياة» عن قلق بالغ لدى واشنطن من تحرك قوات الجيش السوري على مقربة 500 متر من الحدود التركية. وعن التطورات على الحدود، قال ناشطون إن الجيش السوري تدعمه دبابات دخل قرية خربة الجوز الواقعة قرب الحدود السورية - التركية حيث يتجمع آلاف اللاجئين. وافاد شهود اتراك على الجانب التركي من الحدود، بانهم رأوا دبابات وجنودا سوريين يصلون الى مشارف الحدود، عند هضبة تبعد اقل من كيلومتر عن تركيا. وافادت روايات متطابقة ل «فرانس برس» و»رويترز» ان علما تركيا كان وضعه اللاجئون السوريون قبل ايام على مبنى عند هذه الهضبة امتنانا لتركيا، تم استبداله بعلم سوري. وادى تقدم الجيش السوري الذي بات على بعد مئات الامتار فقط من مخيمات النازحين السوريين على الحدود السورية - التركية الى فرار المئات منهم إلى داخل تركيا. وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر التركي تيكين كوجوكالي: «نشهد نشاطا متجددا على الحدود»، موضحا ان «اكثر من 600 شخص وفدوا اليوم (امس)». وقال طبيب في المنطقة ل «رويترز»: «يحاول النظام اجهاض احتجاجات في حلب بقطع الامدادات مع تركيا. اناس كثيرون هنا يستخدمون شبكات الهاتف المحمول التركية». من ناحيته، ذكر «المرصد السوري» ان الامن اعتقل خلال اليومين الماضيين 120 شخصا في مدينة تل رفعت وريفها، الواقعة على الطريق العام الذي يربط حلب بالحدود التركية. وفي اليوم المئة على بدء الاحتجاجات، اعرب محتجون سوريون عن تصميمهم على متابعة التظاهر. واكدت لجان التنسيق المحلية في بيان ان «مئة يوم، وثورتنا مستمرة، وهو ما يقتضي الى جانب استمرار النضال السلمي باشكاله كافة». وقال ناشطون إن دعوتهم الى لإضراب امس لاقت استجابة واسعة، موضحين ان غالبية المحلات في حمص وحماه وسراقب (ريف ادلب) استجابت للاضراب. كما أغلقت محلات في الاحياء الجنوبية في بانياس وبعض قرى درعا ودير الزور واللاذقية والقامشلي.