ذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس أن ملحقها الرياضي اطلع على تقرير سري أعدته لجنة الأخلاقيات المنبثقة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، يؤكد عثورها على أدلة «شاملة ومقنعة وقوية» تثبت أن محمد بن همام وجاك وارنر تواطآ على دفع رشاوى إلى مسؤولي اتحادات كرة القدم في منطقة البحر الكاريبي. وأضافت الصحيفة أن تقرير لجنة الأخلاقيات خلص إلى أن هناك «قضية مبدئية مقنعة»، تشير إلى أن القطري ابن همام متورط في عملية دفع رشاوى، وأن وارنر كان «معيناً على الفساد». وكانت وكالة الأنباء البريطانية حصلت على نسخة من التقرير، وكشفت أنه تضمن اتهاماً صريحاً لابن همام، إذ جاء في نصه: «أن الأدلة كانت قاطعة ومقنعة ودامغة ضد رئيس الاتحاد الآسيوي ابن همام، وأن نائب رئيس الاتحاد الدولي جاك وارنر كان متواطئاً في الرشوة». وتأتي هذه الأنباء بعد يومين من إعلان وارنر استقالته من منصبه نائباً لرئيس الفيفا، وهو ما حدا بمجلس الفيفا إلى إسقاط التحقيق في الشبهات المحيطة به والإعلان عن التمسك بمبدأ أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته. وطبقاً للتقرير الذي تقول «ديلي تلغراف» إنها اطلعت عليه، فإن ثمة أدلة «مبدئية» على أن رشاوى دفعت، وأن من المحتمل أن وارنر وابنَ همام متورطان في مسعى لشراء مزيد من النفوذ قبيل انتخابات رئاسة الفيفا التي كان ابن همام مرشحاً لها. وأضافت «ديلي تلغراف» أن تقرير لجنة الأخلاقيات لم يرسل إلى وارنر الذي استقال بعد نحو ثلاثة أيام من جميع مناصبه الرياضية. وأوضحت أن تقرير اللجنة أعده القاضي الناميبي بطرس داموسيب، معتمداً على أدلة جمعها وكلاء نيابة أميركيون بتكليف من عضو اللجنة التنفيذية للفيفا تشاك بلايزر، وعلى أساس الأقوال التي أدلى بها وارنر وابن همام أمام محققين في نهاية أيار (مايو) الماضي. وتتركز الاتهامات على اجتماع خاص عقده اتحاد كرة القدم الكاريبي في ترينيداد في 10 و11 مايو، وزُعم أن ممثلي الدول ال25 الأعضاء في الاتحاد الكاريبي عرض عليهم 40 ألف دولار لكل منهم نقداً في مقابل التصويت لمصلحة ابن همام في انتخابات رئاسة «الفيفا». وذكر مندوبو 4 دول، بينها جزر البهاما في التحقيق الذي ترأسه بلايزر، أنه عرضت عليهم أموال، وأن وارنر أبلغهم أنها من طرف ابن همام، وأنها تتعلق بانتخابات رئاسة الاتحاد الدولي. وكان ابن همام ووارنر قد نفيا التورط في أي مخالفة تتعلق برشاوى مالية. لكن الفيفا تمسك بضرورة إجراء تحقيق شامل يرأسه المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (اف. بي. آي.) لويس فريه. ومن المقرر أن يمثل الرجلان للتحقيق في زيوريخ الشهر الجاري، لكن وارنر أعلن أنه لن يتحدث إلى فريه. كان وارنر يتولى رئاسة اتحاد الكرة الكاريبي حين تم عقد اجتماع في ترينيداد تلبية لطلب ابن همام الذي كان يريد مخاطبة المجتمعين بشأن حملته الرئاسية. وزعم ابن همام أنه لم يتمكن من التحدث إلى أعضاء الاتحادات الكاريبية أثناء اجتماع عقد قبل ذلك بأسبوع في ميامي، وعزا ذلك إلى صعوبات تتعلق بتأشيرة الدخول للولايات المتحدة، لكن بلايزر أكد أن الرياضي القطري طلب صراحة عقد اجتماع مستقل. وخلص مسؤولو لجنة الاخلاقيات إلى أن شهادات الشهود من أعضاء الاتحاد الكاريبي لكرة القدم وشهادة بلايزر عالية الصدقية. واتضح أن شهادة وارنر للّجنة هدفت إلى خدمة مصالحه وأنه عجز عن تقديم إيضاحات شافية لادعائه أن الشهود كذبوا في أقوالهم. ويشير التقرير إلى «أن الأدلة الشاملة والمقنعة والقوية تسمح بأن يخلص المرء مبدئياً إلى أن المتهم وارنر بدأ وقام بتهيئة عقد اجتماع خاص لمندوبي اتحاد كرة القدم الكاريبي من أجل ابن همام». ويضيف: «علاوة على ذلك، فإنه يبدو أن ابن همام عرضَ – بمناسبة عقد ذلك الاجتماع، على الأقل بشكل غير مباشر حصوله على تعهدات بإبقاء الأمر سراً – على كل مندوب ظرفاً يحوي 40 ألف دولار، وإن لجنة الأخلاقيات التابعة للفيفا ترى أن المتهم وارنر كان على علم بتلك الأموال وتستر عليها». وذكر ملحق «ديلي تلغراف» الرياضي أن ابن همام وافَاه ببيان أعاد فيه نفيه التورط في أي سلوك غير قانوني.