حمّل الرئيس السابق لإقليم كردستان مسعود بارزاني «الدولة العراقية» بنظامها السابق مسؤولية قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيماوية، مطالباً بتعويض الضحايا، فيما حض الشيخ محمد تقي المدرسي المسؤولين في بغداد وأربيل على عقد مزيد من اللقاءات لحلحلة المشكلات العالقة وبناء شراكة وطنية عليا. وقال بارزاني في تغريدات على موقع «تويتر» أمس: «إننا نحتفل بذكرى مذبحة حلبجة في وقت تتواصل فيه معاناة شعب كردستان»، مؤكداً أن «ذكرى قصف حلبجة وخسارة الأرواح في المدينة ستبقى عالقة في أذهاننا وقلوبنا». وزاد: «صحيح أن حزب البعث لم يعد في السلطة، لكن تلك الفظاعة والجريمة، تمت تحت رعاية دولة العراق ذات السيادة»، لافتاً إلى أن «الدولة العراقية هي المسؤولة عن المجزرة في حلبجة والتعويضات عنها». ومرّت أمس 30 سنة على مجزرة حلبجة، عندما قصف النظام السابق البلدة التي تقع قرب الحدود مع إيران بالأسلحة الكيماوية يومي 16 و17 آذار (مارس) عام 1988، ما أدى إلى مقتل خمسة آلاف شخص على الفور وإصابة عشرة آلاف آخرين بعاهات دائمة وأمراض مزمنة. إلى ذلك، قال رئيس البرلمان الاتحادي العراقي سليم الجبوري: «بمناسبة الذكرى الأليمة التي تمر علينا هذه الأيام وهي مجزرة حلبجة التي سقط على إثرها أبناء شعبنا بنيران الأنظمة الحاكمة في جريمة يندى لها جبين الإنسانية، فإننا نذكر أن مثل هذه الجرائم المشينة التي ترتكب بحق الشعوب إنما هي علامة واضحة على غياب الحقوق ونكران العدالة وخطوة غير موفقة تهدف إلى تمزيق الوحدة الوطنية». ووصف رئيس «التحالف الوطني العراقي» رجل الدين عمار الحكيم الجريمة بأنها «واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية التي تعرض لها أبناء شعبنا في كردستان الحبيبة، جريمة قصف النظام الديكتاتوري الصدامي مدينة حلبجة الشهيدة بالأسلحة الكيماوية». من جهة أخرى، حض الشيخ المدرّسي في بيانه الأسبوعي، المسؤولين في بغداد وأربيل على «عقد مزيد من اللقاءات البناءة، بهدف تحقيق أقصى درجات الاندماج بين أبناء العراق في إطار الدستور، لتجاوز آثار الماضي السلبية، وبناء شراكةٍ وطنية عليا»