كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه كان يفكر في البحث عن وظيفة كسائق سيارة أجرة قبل الانتقال إلى موسكو عام 1996. وأوضح بوتين في مقاطع جديدة من فيلم «بوتين ظهرت في مواقع التواصل الاجتماعي» أنه بات من دون عمل بعد خسارة أناتولي سوبتشاك (والد المرشحة للانتخابات الحالية كسينيا) انتخابات حاكم مقاطعة ليننغراد، وأنه «فكر حتى في العمل سائقاً لسيارة تاكسي». وأكد بوتين أنه «لا يمزح» إذ لم تكن أمامه خيارات أخرى. وأشار إلى أن بافيل بوردودين رئيس ديوان الرئيس بوريس يلتسن حينها عرض عليه وظيفة في ادارة أعمال الرئيس للشؤون القانونية، وبعدها انتقل بوتين إلى موسكو وترقى في السلم الوظيفي وانتقل إلى قيادة جهاز الأمن الفيديرالي، وبعدها رئاسة الحكومة قبل أن يتنازل يلتسن له عن الحكم عشية أواخر عام 1999، وكان أول مرسوم وقعه بوتين بعد تنصيبه منح حصانة قانونية ليلتسن وعائلته. وتختتم اليوم الحملة الانتخابية لمرشحي الرئاسة في روسيا والتي ستجرى بعد غد، وسط توقعات باكتساح بوتين الاقتراع في معركة يخوضها سبعة مرشحين آخرين لا يشكلون، وفق استطلاعات الرأي، منافسة وازنة، أو يملكون أي حظ للفوز. وتزامناً مع الذكرى الرابعة لضم القرم رسميا إلى روسيا في 18 آذار (مارس)، يتوجه الروس إلى صناديق الاقتراع في انتخابات هي السابعة في تاريخ روسيا الحديث، عرفت فيها ثلاثة رؤساء فقط هم إضافة إلى بوتين كل من الراحل يلتسن (1991-1999)، ورئيس الوزراء الحالي ديميتري ميدفيديف (2008-2012). ويسعى بوتين إلى ولاية رابعة متسلحاً باستطلاعات رأي أعطته نحو 70 في المئة من أصوات الناخبين. وهو نجح أثناء فترتي حكمه الأولى والثانية (2000-2008) في منع انهيار الدولة الروسية وقمع تمرداً انفصالياً في القوقاز، كما أنهى سطوة «حيتان المال» على مركز القرار في الكرملين، واستفاد من ارتفاع أسعار الطاقة، وحقق الاقتصاد الروسي في عهده معدلات نمو مرتفعة ساهمت في حل كثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها فترة التسعينات من القرن العشرين، في حقبة صعود «الإصلاحيين الشباب». وفي ولايته الثالثة (2012-2018) استغل بوتين الانكفاء الأميركي، ومشكلات الاتحاد الأوروبي، وأحداث «الربيع العربي» لتقوية دور روسيا العالمي. وفي ربيع 2014 أعاد ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، في خطوة دغدغت المشاعر القومية، ورفعت أسهمه عند مواطنيه إلى أعلى مستوياتها، لكنها جرّت على روسيا عقوبات تسببت في ركود اقتصادي، وتراجع في مستوى المعيشة، وزيادة في معدلات الفقر. واهتم بوتين في ولايته الثالثة بتقوية الجيش والأسطول البحري الروسي، وأطلق، وفق خبراء، سباق تسلح جديداً برز بوضوح أثناء عرضه أنواع أسلحة جديدة «لا مثيل لها» في خطابه إلى الهيئة الاشتراعية في 1 آذار الجاري. ونفى بوتين (65 سنة) نيته إجراء أي تعديل دستوري يمكنه من البقاء في الحكم بعد عام 2024. ولم يشارك في مناظرات تلفزيونية مع بقية المرشحين، ولم يقدم برنامجاً انتخابياً محدداً. وتركز حملته الانتخابية على التذكير بإنجازاته السياسية والعسكرية، وعرضت قنوات حكومية، وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أفلاماً تسلط الضوء على الجوانب الإنسانية من حياة بوتين، وأصول عائلته الفلاحية المتواضعة. وفي مقابل اختفاء صور بوتين عاري الصدر على صهوة حصان أو في رحلات صيد برية أو نهرية، أو كلاعب هوكي وجودو، تركز الحملة الحالية على «رئيس قوي لبلد قوي»، وعلى المواصفات القيادية مثل الحزم والقدرة على اتخاذ قرارات مصيرية في مواجهة الإرهاب، وغيرها من القضايا الكبرى مثل ضم القرم. ولا تعطي استطلاعات الرأي لمرشح الحزب الشيوعي الروسي بافل غرودينين أكثر من 7 في المئة، بعدما شنت وسائل الإعلام الروسية حملة شرسة، ركزت على حسابات مصرفية خارجية لم يعلن عنها « الأوليغارشي الأحمر». ولن يحصل المرشح الشعبوي القومي فلاديمير جيرينوفسكي على أكثر من 5 في المئة من الأصوات في انتخابات يرجح أن تكون الأخيرة على المنصب في حياته السياسية بعد خمس محاولات فاشلة. ولا تملك القوى الليبرالية أي حظوظ للمنافسة على المركز الثاني، مع توقعات بحصول الصحافية كسينيا سوبتشاك على 1.2 في المئة، ويفغيني يافلينسكي على أقل من 1 في المئة، وعدم السماح للمعارض الأبرز أليكسي نافلني بالترشح.