تأمل القاهرة بأن يساهم اجتماع مسؤولين من مصر والسودان وإثيوبيا المقرر يومي 4 و5 نيسان (أبريل) المقبل في الخرطوم إلى خفض حدة التوتر بين القاهرةوأديس أبابا بخصوص سد النهضة، والوصول إلى توافقات في شأن السد الذي تبنيه إثيوبيا وتخشى مصر أن يؤثر في حصتها من مياه نهر النيل والبالغة 55.5 بليون متر مكعب، وحل نقاط الخلاف بين الدول الثلاث. وقال السفير السوداني في القاهرة عبدالمحمود عبدالحليم، في بيان أول من أمس، إن بلاده وجهت دعوة رسمية إلى مصر، لعقد اجتماع ثلاثي لوزراء الخارجية والري ومديري أجهزة الاستخبارات في السودان وإثيوبيا ومصر، في شأن سد النهضة، في الخرطوم يومي 4 و5 نيسان المقبل، تنفيذاً لتكليف القمة الثلاثية، التي عقدت في كانون الثاني (يناير) الماضي على هامش القمة الأفريقية أخيراً في أديس أبابا. وقال أمين سر لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان طارق الخولي ل «الحياة» إن مصر تتطلع إلى تقارب وجهات النظر بين الدول الثلاث خلال الاجتماع المقبل في الخرطوم والوصول إلى اتفاق لحل أزمة سد النهضة، بما لا يضر مصالح الدول كافة، موضحاً أن نقاط الخلاف بين مصر وإثيوبيا محددة وأهمها مدة ملء سد النهضة، إذ تتخوف مصر من أن يؤثر الملء في حصتها من المياة، آملاً بأن تبدي الخرطوموأديس أبابا مرونة في المفاوضات المقبلة، لافتاً إلى حرص القاهرة على علاقاتها بالدول الأفريقية في شكل عام وإثيوبيا والسودان في شكل خاص. وأشار الخولي إلى أن هناك أطرافاً دولية تبذل قصارى جهدها لفشل وصول مصر والسودان وإثيوبيا إلى اتفاق في شأن الأزمة، موضحاً أن تلك الأطراف حاولت الايقاع بين القاهرةوالخرطوم. واستأنف السفير السوداني في القاهرة مهمات عمله مرة أخرى في آذار (مارس) الجاري، بعد أن استدعته الخرطوم للتشاور في كانون الثاني (يناير) الماضي، من دون إعلان أسباب. وكان مقرراً أن تجتمع اللجنة الثلاثية لمصر والسودان وإثيوبيا يومي 24 و25 شباط (فبراير) الماضي في الخرطوم، بعد أن عقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الوزارء الإثيوبي المستقيل هايلا ماريام ديسالين، اجتماعاً على هامش اجتماعات قمة الاتحاد الإفريقي الثلاثين في أديس أبابا في 29 كانون الثاني الماضي، وأكد السيسي في تصريحات عقب الاجتماع «أنه لا توجد أزمة في ما يتعلق بالسد». وأعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان أنها تلقت إخطاراً من السودان ب «تأجيل الاجتماع الوزاري الثلاثي الخاص بسد النهضة بناء على طلب من إثيوبيا»، معربة عن أملها بأن يتم التزام الإطار الزمني لهذه الاجتماعات لحل الخلافات الفنية القائمة.