أكد الروائي السعودي عبده خال أن «الأشياء تولد من رحم الخيال، فكل الأفكار العظيمة والسقيمة كانت في زمن من الأزمان جنيناً في رحم الخيال، حتى إذا اكتمل نموها خرجت إلينا كائناً مستقلاً بذاته يسير في الدروب بحثاً عن إثبات وجوده، وما بين الولادة والوجود تحدث عشرات الأحداث يفضي بعضها للبناء وبعضها للتقويض، وفي كل مرحلة تتشكل وفق مستهلكيها ومريديها». وزاد: «إن الرواية محاولة لاستقطاب غير الممكن إلى الممكن والروائي يجالس شخصياته، بعد أن يستقطبهم بواسطة خياله ويصنع حياتهم وأحداثهم، وشخصية روائية مهمة ك(زوربا) مثلاً هي في الأصل شخصية متخيلة لكنها أصبحت واقعاً، وشخصية (سي السيد) مثلاً تحولت من دكتاتور خيالي إلى دكتاتور واقعي، وكل شخصية في الواقع لا تستسلم بسهولة للروائي، وتحتاج إلى ترويض ومسايسة، والرواية حينما تتحول إلى شتيمة في المجتمع فهذا مؤشر صحي ولا شك». جاء ذلك في ليلة الاحتفاء بخال في القنصلية الفرنسية بجدة مساء الأربعاء الماضي، لمناسبة صدور الترجمة الفرنسية لروايته «ترمي بشرر». وقال: «إن شخصية طارق فاضل في رواية (ترمي بشرر) شخصية متخيلة لكن مجالستي له واستحضاره بكل تفاصيله جعلت منه شخصية واقعية، وعاتبني عندما تُرجمت الرواية إلى ثلاث لغات وقال لي: عريتني وأصبح الناس يقرؤونني بثلاث لغات». واعتبر صاحب «الأيام لا تخبئ أحداً» أن استحضار الشخصيات الروائية أشبه ما يكون باستحضار الجن، وعندما لا أسيطر عليهم فإنني أتأثر وأمرض وما دخولي للمستشفى مراراً إلا من مضايقتهم لي واستحواذهم علي، فهم يحولونني من شخص عادي إلى شخص مريض فعلاً». من جهته، قال القنصل الفرنسي لويس بلين في كلمته: «يعد الروائي السعودي عبده خال أحد الكتاب العرب البارزين، وهو صديق لفرنسا فزوجته وولده يقيمان في فرنسا للدراسة، وهذا مؤشر على الروابط الوثيقة بين المثقفين السعوديين وفرنسا»، منوهاً باستضافة الكاتب والروائي هاني نقشبندي في الأمسية المقبلة. وشكر عبده خال القنصلية الفرنسية على استضافته واهتمام الدكتور لويس بلين «بي شخصياً ونحن منذ الصغر متيمين بالثقافة الفرنسية وبأدبائها الكبار، وأرجو أن يجد القارئ الفرنسي متعته في (ترمي بشرر) بعد ترجمتها للفرنسية». وشهدت الأمسية مداخلات عدة، وحضرها جمهور من المثقفين والأدباء ووسائل الإعلام المختلفة.