احتفت سفارة خادم الحرمين الشريفين في باريس بالروائي وكاتب «عكاظ» عبده خال، بمناسبة فوز خال بجائزة البوكر العالمية فرع الرواية العربية لعام 2010م عن روايته «ترمي بشرر». وحضر الحفل الذي دعت إليه السفارة في المدرسة السعودية في باريس مساعد وزير الثقافة والاتصال الفرنسي للعلاقات الدولية جون فليب أوشو، ومدير شؤون الشرق الأوسط في الوزارة، ومسؤولون في مؤسسات ثقافية وفكرية فرنسية، وسط حضور كوكبة من رموز الثقافة والإعلام الفرنسيين والسعوديين، حيث دعت السفارة إلى هذه التظاهرة نخبة من الكتاب الصحافيين في زيارة تستغرق عدة أيام؛ لإقامة جسر من التواصل بين المؤسسات الصحافية والفكرية في كلا البلدين. كلمة السفارة خاطب سفير المملكة في فرنسا الدكتور محمد بن إسماعيل آل الشيخ الحضور في بداية الاحتفال، قائلا: «أحييكم في هذه الليلة الباريسية الثقافية الممزوجة بالصحافة السعودية، وبقيمتها الأدبية العربية وموضوعيتها الإعلامية»، وزاد «هنا كوكبة من رموز الإعلام والصحافة، يتوسطهم روائي صحافي سعودي انقادت له جائزة عالمية، فهو كاتب عكاظي لا يتحدث إلا بموضوعية وعمق، يحمل طموح الشباب على أكتافه النحيلة، فيسبح في فضائه، ويدندن على أوجاعه، بلغة رائعة ثرية. فبورك لأهل الوطن السعودي هذا الإنجاز». وأضاف «السادة الحضور نحتفي وإياكم اليوم بإنجاز يسعى إليه كل الروائيين العرب، فلم يظفر بها هذا العام إلا ابن الوطن (عبده خال)، لتثبت «ترمي بشرر» أننا في زمن الرواية السعودية، فهنئيا للوطن بعبده وأمثاله، ولنفرح بحصاد الوطن في رحاب باريس النور، هذه المدينة الحالمة العاشقة للثقافة وأهلها أيا كان منبعها». وأفاد السفير آل الشيخ «تحتفي السفارة بالرموز الإعلامية في خضم إنجاز ثقافي نبيل، كتأكيد على الدور المناط بنا وتنفيذا للمسؤولية الموصين بها من قبلِ قادة دولنا في إقامة جسور التواصل المعرفية بين بلدينا، والتعريف بالمنجزات لدى كل منا سواء في فرنسا أو في المملكة». واختتم كلمته قائلا: «أشكركم ونحن في حضرة الكتابة والإعلام وأهله لتلبية الدعوة، ومشاركتنا متعة الفوز بهذا المنجز الوطني الثمين». عبده والرواية من جانبه، تحدث عبده خال لدى تسلمه درع السفارة عن نشأة الرواية وتطورها، وتطرق في كلمته إلى المدارس المختلفة التي ساهمت في بلورة مفهوم الرواية، مركزا على دور روسيا وروائييها الكبار ك «نلوستوف وبوشكين» في توجيه الرواية نحو رصد الواقع الاجتماعي، وقال: «نهضت المدرسة الفرنسية بتطعيم الرواية بالأبعاد الفلسفية وخاصة الوجودية»، ثم تحدث عن دور روائيي أمريكا اللاتينية في ترسيخ ما عرف باسم «رواية الواقعية السخرية» التي مزجت بين السرد الواقعي والسرد المتخيل، مشيرا إلى أنها أسبغت على الرواية أبعادا شعرية لم تكن معروفة ومألوفة لدى الكتاب الواقعيين أو أولئك الذين اتجهوا بالرواية نحو آفاق الفلسفة. وفي سياق كلمته، عرض عبده خال للحضور تجربة في الإمساك بشخوص الرواية، مشيرا إلى أنها مهمة صعبة لا تتوقف عند إنشاء الشخصيات وإنما الإمساك بها وتحويلها إلى كائنات حية لها أفعالها وأدوارها ومصائرها التي تنتهي إليها، وقال: «العمل الفني ناتج عن حوار مستمر بين كاتب النص الروائي وشخوصه التي تستسلم له حينا وحينا تعانده وتخرج وصائية وتتبنى نفسها من خلال ما يعرض لها من صيرورة وتحول لتكوين العمل الروائي وبنيته الفنية». بعد ذلك تحدث عبده خال عن بعض شخصيات روائية، مشيرا إلى أنه حاول اسطحاب بعض هذه الشخصيات إلى حفل التكريم، غير أنها لم تستجب لدعوته كي تحضر حفل تكريمه في باريس النور والثقافة والصحافة الذي هو حفل تكريم لها. كلمة فرنسا مساعد وزير الثقافة والاتصال الفرنسي للعلاقات الدولية جون فليب ميشو اعتبر في كلمته في الحفل التظاهرة السعودية في باريس دلالة على استثمار المملكة في مشهدها الثقافي المندمج في طيات دبلوماسية سفارتها في باريس، وقال: «كنت مبتهجا من قدوم الكوكبة الإعلامية السعودية التي كنت انتظرها منذو أسابيع بعد أن مثلت فرنسا في مهرجان الجنادرية حين حلت فرنسا ضيف شرف المهرجان». وتحدث ميشو عن حماس الوزير الفرنسي في دعم التواصل الثقافي بين البلدين الصديقين. وقال: «التواصل الثقافي والإعلامي بوابة أخرى يمكن من خلالها التعرف على الآخرين»، وزاد «مخيلة الشعب الفرنسي تقتصر دائما على جمال الصحراء وثراء النفط في المملكة، لكن مثل هذه المبادرات ستكون كفيلة بإيصال الرسائل الثقافية المستندة على الحقائق التاريخية والخيال الإنساني الواسع المتجذر في عمق الحضارات الإنسانية».