موسكو، لندن - «الحياة»، أ ف ب، ا ب - دعت السلطات الروسية المعارضة السورية إلى الدخول في حوار مع السلطات في دمشق من أجل حل الأزمة السياسية في البلاد، كما كررت موسكو موقفها الرافض لأي قرار من مجلس الامن يدين سورية بسبب الاستخدام المفرط للعنف. ومن المقرر ان يتوجه وفد من المعارضة السورية الى روسيا خلال هذا الشهر لإجراء مباحثات مع المسؤولين الروس حول الازمة. وقال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمس، إن موسكو ستستخدم حق النقض (الفيتو) في الأممالمتحدة ضد مسوّدة قرار مدعومة غربياً تتعلق بسورية، معتبراً أن قراراً كهذا قد يستغل «كغطاء لعمل عسكري». وقال مدفيديف في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية نشر الكرملين نصها بالكامل، إن القرار الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي في آذار (مارس) حول ليبيا مهَّد السبيل لعملية عسكرية هناك. وتابع الرئيس الروسي قائلاً: «لست مستعداً لدعم قرار (على غرار) القرار الليبي، إذ أرى بوضوح أن قراراً جيداً تحول مجرد ورقة عملت كغطاء لعملية عسكرية لا معنى لها». وأضاف مدفيديف: «لن يصدر قرار كهذا، فروسيا ستستخدم حقوقها كعضو دائم في مجلس الامن»، في إشارة الى الفيتو الذي يمكِّنها من نقض أي قرار بالمجلس. وتابع: «لكن يمكن ان تصدر مناشدات او إعلانات دولية تتعلق بسورية، بما في ذلك من مجلس الامن». وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال وزعت مسوّدة قرار تدين الحملة العسكرية السورية على المعارضة، فيما قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إن اي عضو دائم بمجلس الامن يسعى لنقض القرار «عليه ان يتحمل ضميرياً تبعة ذلك». غير ان مدفيديف قال: «في الوقت الراهن لست متأكداً من الحاجة لقرار، لأنه يمكن ان ينص القرار على شيء بينما تأتي الأفعال بشيء آخر. قد يقول القرار ندين استخدام القوة في سورية، بينما تنطلق بعد ذلك الطائرات الحربية في السماء». وتابع: «سيقال لنا عندئذ: حسناً، يقول القرار إننا ندين، وقد أدَنّا، وأرسلنا ببعض طائرات القصف... لكني لا أريد ذلك، لا أريد ان أتحمل ضميرياً تبعة ذلك». وبدا حديث الرئيس الروسي متعاطفاً مع موقف الرئيس السوري بشار الاسد، الذي تهز تظاهرات مستمرة منذ 13 اسبوعاً حكمَ حزبه (البعث) في سورية. وقال مدفيديف إن «سورية تواجه خياراً صعباً للغاية. شخصياً أشعر بالأسف تجاه الرئيس الاسد، الذي يجد نفسه في موقف صعب للغاية، فما أراه هو انه يريد إدخال تعديلات سياسية في بلاده، ويريد إصلاحات». لكنه أضاف: «في الوقت ذاته، تأخر الاسد بعضَ الشيء في ما يتعلق بتلك الاصلاحات، ثم سقطت ضحايا، وكان يمكن تجنب سقوطهم، وهو الامر الذي ستقع تبعته في الاغلب على ضمير السلطات» في سورية. إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن بلاده ستدعو المعارضة السورية إلى الدخول في حوار مع السلطات لحل الأزمة السياسية في البلاد، وذلك خلال مباحثات وفد من المعارضين السوريين في موسكو في وقت لاحق من هذا الشهر. وأوضح لافروف أن رسالة موسكو لقادة المعارضة السورية هي «أن عليهم الانخراط في حوار مع السلطات في دمشق». وانتقد لافروف المعارضين السوريين الذين يرفضون الحوار مع السلطات، قائلاً إن هؤلاء يحاولون الترويج لتدخل غربي في سورية على غرار ما حدث في ليبيا. وفي ضوء وضوح الموقف الروسي من رفض أي قرار من مجلس الامن بخصوص سورية، اتجهت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي نهاية هذا الاسبوع الى بحث مشروعات عقوبات خارج مجلس الامن للضغط على النظام السوري، وبحسب مسؤولين اميركيين وأوروبيين، فإن العقوبات الجديدة ستركز على ايذاء الاقتصاد السوري باستهداف شركات وبنوك وقطاع الغاز والنفط.