سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
روسيا تلوّح بالفيتو مجدداً.. وتحذر من «فضيحة» إذا صوت مجلس الأمن على قرار بشأن سوريا الفرنسيون يعتبرون القصف الدامي لحمص "عملاً وحشياً" جديداً لنظام الأسد
سعت روسيا الى تأجيل تصويت في مجلس الامن الدولي على قرار يهدف الى انهاء نزيف الدم في سوريا وحذرت أمس من "فضيحة" اذا طرحت مسودة القرار الحالية للاقتراع. وتشير التصريحات التي قالت وكالة ايتار تاس الروسية للأنباء إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ادلى بها في مقابلة من المقرر أن يذيعها تلفزيون روسيا 1 المملوك للدولة الى ان روسيا ستستخدم على الأرجح حق النقض (الفيتو) إذا لم تتخذ التعديلات الأخيرة التي اقترحتها في الحسبان. وأشارت الوكالة الى ان لافروف قال "اذا ارادوا فضيحة اخرى لأنفسهم في مجلس الامن فلن نتمكن على الأرجح من ايقافهم". وقال لافروف إنه يأمل ألا يجري التصويت على مسودة القرار دون ادخال التعديلات "لأن تعديلاتنا على هذه المسودة معروفة جيدا". واستطرد "أرسلتها (التعديلات) إلى هيلاري كلينتون (وزيرة الخارجية الأمريكية) وإلى ممثلنا في الأممالمتحدة لنقلها لشركائنا. جوبيه: عرقلة مسودة قرار مجلس الأمن تعني تحمل «مسؤولية تاريخية فادحة» "المعقولية والموضوعية لهذه التعديلات يجب ألا تثير أي شكوك. أتعشم ألا يؤثر أي رأي غير محايد على حسن الادراك". وفي التصريحات التي نقلتها ايتار تاس لم يذكر لافروف أي تفاصيل بشأن التغييرات المقترحة في مسودة القرار التي "تؤيد تماما" خطة لجامعة الدول العربية تدعو الرئيس السوري بشار الاسد لترك السلطة. وتعاني الدول الغربية والعربية التي تدفع باتجاه رحيل الاسد عن السلطة بعد 11 شهرا من حملة قمع تشنها الحكومة قالت الاممالمتحدة إنها اسفرت عن مقتل أكثر من خمسة آلاف شخص للتغلب على المقاومة الروسية لاتخاذ اجراء من قبل مجلس الامن. ونقحت هذه الدول مسودة قرار تم توزيعها لاول مرة الشهر الماضي لتهدئه المخاوف الروسية واضافت بعض العبارات التي تريدها موسكو وحذفت عبارات أخرى أشارت روسيا الى انها قد تدفعها لاستخدام الفيتو بصفتها عضوا دائما بمجلس الامن. ولا تشمل المسودة الاخيرة التي وزعها المغرب يوم الخميس الماضي بشكل محدد ما تتضمنه خطة الجامعة العربية لانهاء اراقة الدماء مثل ترك الأسد للسلطة. ومع ذلك فإنها لا تزال "تؤيد تماما" الخطة التي شكت روسيا من انها تتضمن تفاصيل كثيرة جدا يمكن ان تحدد مسبقا نتائج حوار التسوية بين الحكومة ومعارضيها. وقالت روسيا إن القرارات السياسية مثل نقل السلطة يجب ألا تجيء إلا نتيجة لحوار داخل سوريا لا ان تحدد مقدما من الخارج. وقالت ايضا ان المسودات الغربية السابقة وضعت القدر الأعظم من اللوم عن اراقة الدماء على الحكومة في حين ترى هي ان معارضي الاسد المتشددين يقفون وراء الكثير من اعمال العنف. وقدمت حكومة الاسد لروسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي موطئ القدم الاشد رسوخا في الشرق الأوسط بشراء أسلحة روسية واستضافة منشأة صيانة بحرية على ساحل البحر المتوسط وهي القاعدة العسكرية الروسية الوحيدة خارج دول الاتحاد السوفيتي السابق. واستخدمت روسيا والصين حق النقض ضد مشروع قرار صاغته اوروبا بشأن سوريا في اكتوبر وقال الكرملين إنه وضع قدرا ضئيلا من اللوم على خصوم الأسد وكان يمكن أن يفتح الطريق أمام التدخل العسكري الغربي. من جهة أخرى، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في بيان أمس ان القصف الدامي الذي اوقع اكثر من 260 قتيلا في حمص يعني ان السلطات السورية "خطت خطوة اضافية في التصرف الوحشي". واضاف جوبيه ان "هذا الانغماس في العنف يؤكد ان على مجلس الامن الدولي ان يخرج بصورة عاجلة عن صمته ليدين مرتكبي هذه الجريمة ويفتح الطريق امام تطبيق الخطة السياسية لجامعة الدول العربية" التي تنص على رحيل بشار الاسد قبل فتح حوار مع المعارضة. وأكد جوبيه ان من يواصلون عرقلة مسودة قرار مجلس الأمن بشأن سوريا سيتحملون "مسؤولية تاريخية فادحة".