أعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن أطرافاً في حركة «طالبان» منفتحون على حوار مع الحكومة الأفغانية. ووصل ماتيس إلى كابول أمس في زيارة مفاجئة، بعد أسبوعين على عرض الرئيس الأفغاني أشرف غني خطة لبدء محادثات سلام مع «طالبان»، تتضمّن اعترافاً تدريجياً بها حزباً سياسياً. وقال لصحافيين رافقوه في طائرته العسكرية: «قد لا يأتي جميع (أعضاء) طالبان دفعةً واحدة، لكن الواضح أن أطرافاً مهتمون بمحادثات مع الحكومة الأفغانية». واضاف: «نريد الآن ان يقود الأفغان (المبادرة). الجميع يعمل للتوصل الى مصالحة سياسية، لا الى نصر عسكري. النصر سيكون مصالحة سياسية». وكانت الحركة أبدت استعداداً لمفاوضات مع الولاياتالمتحدة، معتبرة ان الحكومة الأفغانية «غير شرعية» ومساعيها لعملية سلام «مخادعة»، وداعيةً الى مقاطعة مؤتمر للعلماء المسلمين في جاكرتا. وقال غني لماتيس، خلال لقائهما في قصر الرئاسة، إن استراتيجية ترامب «قلبت الموازين» بالنسبة الى افغانستان. وتتضمن هذه الاستراتيجية زيادة عمليات القصف ضد مواقع ل «طالبان»، بينها مختبرات لصنع المخدرات ومعسكرات تدريب، وتعزيز مهمات التدريب وتقديم استشارات للقوات المحلية، ينفذها أكثر من 3 آلاف عنصر من القوات الاميركية وصلوا إلى أفغانستان لهذه الغاية. وأضاف غني ان تلك الاستراتيجية «أرغمت جميع اللاعبين على مراجعة افتراضاتهم»، وزاد: «جزء من هذه المراجعة قد يؤدي إلى تصعيد النزاع في المدى القصير، لكنها ما ينتظره الشعب الأفغاني منذ 40 عاماً». ويأتي عرض غني بدء محادثات سلام مع «طالبان»، فيما سجل عدد الإصابات بين المدنيين ارتفاعاً كبيراً في الأشهر الماضية، وسط تصعيد الحركة هجماتها، رداً على استراتيجية ترامب العسكرية الأكثر تشدداً. واعتبر ماتيس أن زيادة عدد الهجمات ضد المدنيين يشير إلى أن «طالبان» ليست قادرة على تنفيذ عمليات أوسع نطاقاً للسيطرة على أراض. واضاف أن قوات الأمن الافغانية تمكنت من التصدي لهجمات، مستدركاً انه يرغب في تبنّيها «عقلية أكثر هجومية» في الاشهر المقبلة. وبقيت زيارة ماتيس لافغانستان، وهي الثالثة منذ تسلمه حقيبة الدفاع، سرية بعدما قصف متمردون مطار كابول، اثر ساعات على زيارته الاخيرة في ايلول (سبتمبر) الماضي. وقال الوزير الأميركي إنه رأى تغييراً في سلوك باكستان، منذ انتقادات عنيفة وجّهها ترامب العام الماضي، لاتهامها بتأمين ملاذ آمن ل «طالبان».