حولت رواية حنا مينه الأشهر «الشراع والعاصفة» إلى فيلم سينمائي من إخراج غسان شميط عن سيناريو كتبه بنفسه بالتعاون مع الروائي وفيق يوسف. أكثر من خمسين عاما على كتابة الرواية، كانت كفيلة بالاستغناء عن تفاصيل في صراعات سياسية وأحزاب وقوى متصارعة في عز الحرب العالمية الثانية. أحداث «الشراع والعاصفة» على ما يقول دليل الفيلم تقع «على خلفية الحرب العالمية الثانية، وفي ظل الاحتلال الفرنسي المباشر، حيث عاشت سوريا صراعات واضطرابات سياسية طويلة، وخاض الشعب السوري معارك قاسية انتهت بنيله الاستقلال الكامل». ويضيف الدليل «خلال هذه الفترة برز أبطال شعبيون كثر على امتداد سوريا، تحدوا العواصف الاجتماعية والبحرية، وهذه حكاية واحد منهم».ويقول كاتب السيناريو وفيق يوسف، ردا على سؤال حول ما تغير بين الرواية والفيلم «الرواية تعج بالأفكار السياسية كأي رواية ملتزمة، رواية تحكي عن أجواء الحرب العالمية الثانية، والمناخ السياسي المضطرب في سوريا في تلك الفترة، كل ذلك غربلناه، فصراعات الأحزاب السياسية لم تعد مهمة إلا بالمعنى التاريخي».ويؤكد يوسف «تغربلت الرواية، فبات السيناريو أقل بكثير، ففي ساعتين من الزمن لا تستطيع أن تلخص مرحلة من أهم المراحل في تاريخ سوريا». وقال حسن سامي اليوسف المستشار الدرامي للفيلم «إن أي رواية هي أفضل من أي فيلم أخذ عنها». وأضاف «بالنسبة لي، ما جربت فعله أن يكون النص السينمائي على قدر الرواية».وأوضح اليوسف «في العلاقة بين الأدب والسينما فإن السينما هي الخاسرة».وعن مشاهد العاصفة البحرية، قال اليوسف «كان الهدف أن تظهر هذه اللحظات الصعبة في حياة البحارة». وقال المخرج غسان شميط «إن مشاهد العاصفة البحرية جرى تنفيذها في أوكرانيا بكلفة تقدر بحوالى 170 ألف دولار»، ومعروف أن تلك المشاهد عطلت تنفيذ الفيلم لبعض الوقت بسبب عدم إمكانية تنفيذها في سوريا.وأوضح شميط أن إنتاج الفيلم استغرق حوالى العامين، حيث تعطل تصويره لأكثر من مرة، من بينها إثر تأثير الأحداث الراهنة في سوريا. وأوضح المخرج أن «مشاهد التصوير في حي الصليبة في اللاذقية قد تعطلت بسبب الأحداث، وتم تغيير أماكن التصوير».«الشراع والعاصفة» هو الفيلم الرابع للمخرج غسان شميط ، بعد «شيء ما يحترق» (1993) و»الطحين الأسود» (2001) و»الهوية» (2006) إلى جانب ثلاثة عشر فيلما قصيرا.