دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ مجدداً أمس إلى التوصل لحل سياسي للأزمة السورية، وأكد مساندة بلاده لانتقال سياسي شامل وعرض تعزيز المساعدات للاجئين السوريين. وكانت الصين وروسيا استخدمتا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لعرقلة الجهود الغربية لفرض عقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد على رغم حرص الصين على إظهار أنها لا تنحاز لأي طرف في الأزمة السورية ودعوة بكين حكومة دمشق لإجراء حوار مع المعارضة. وقالت الصين أيضاً إنه يجب تشكيل حكومة انتقالية. وقال شي خلال كلمة لمنتدى التعاون الصيني العربي في بكين بثها التلفزيون الحكومي على الهواء: «تحترم الصين المطالب المعقولة للشعب السوري وتساند الاعتماد المبكر لبيان جنيف والبدء في عملية سياسية شاملة من أجل التوصل إلى حل سياسي للقضية السورية». ودعت الجولة الأولى من محادثات السلام السورية في جنيف عام 2012 إلى تشكيل حكومة انتقالية لكن الجولات التالية تعثرت. وحقق الأسد فوزاً متوقعاً في انتخابات الرئاسة التي أجريت الثلثاء التي وصفها معارضوه بأنها «مسرحية هزلية»، لكن الانتخابات تعكس تشبثه الشديد بالسلطة بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب الأهلية. ودانت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي أيضاً الانتخابات. ولم يتطرق الرئيس الصيني إلى مسألة الانتخابات، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قال تعليقاً على الانتخابات إنه بغض النظر عما حدث في البلاد فإن الحل السياسي هو المخرج الوحيد. وقال المتحدث هونغ لي في إفادة صحافية يومية: «يجب على كافة الأطراف العمل من أجل هذا». وحاولت الصين التوسط في الأزمة واستضافت وفدين من الحكومة والمعارضة السورية من دون أي تأثير يذكر. وقال شي إن الصين تولي اهتماماً كبيراً بالوضع الإنساني للشعب السوري وستقدم المزيد من المساعدات للاجئين في لبنان والأردن من دون أن يدلي بالمزيد من التفاصيل. والصين ليست لاعباً ديبلوماسياً أساسياً في الشرق الأوسط على رغم اعتمادها على واردات النفط من المنطقة. ودعت بكين مراراً إلى التوصل إلى حل سياسي وأبدت معارضتها لاستخدام القوة في حل الصراع. وقال شي إنه يجب على الصين والدول العربية توسيع علاقاتهم الاقتصادية في ما هو أبعد من النفط والتطلع إلى قطاعات مثل الطاقة النووية والأقمار الاصطناعية والتصنيع. وأضاف أنه يجب على الجانبين مكافحة التطرف لكنه لم يذكر صراحة التشدد الإسلامي الذي تقول بكين إنها تواجهه في منطقة شينجيانغ في أقصى غرب البلاد. ولا تلقى أحداث شينجيانغ اهتماماً يذكر في العالم العربي. وذكر شي: «يجب أن نعمل معاً... لمنع القوى والمعتقدات المتطرفة من خلق انقسامات بين الثقافات المختلفة».