أفادت منظمة العفو الدولية اليوم (الاثنين)، مستشهدة بأدلة جديدة لصور الأقمار الصناعية، بأن جيش ميانمار يبني قواعد عسكرية في أماكن كانت ذات يوم منازل ومساجد أقلية الروهينغا، بعد فرار حوالى 700 ألف منهم من البلاد. وأشارت منظمة العفو إلى أن «هناك ثلاث منشآت أمنية جديدة على الأقل تحت الإنشاء، إضافة إلى الإسراع ببناء مساكن وطريق». وردد تقرير المنظمة ما ورد في تقارير سابقة أفادت بأن ما تبقى من هذه القرى والمباني سوى بالأرض. وقالت مديرة برنامج الاستجابة للأزمات في المنظمة تيرانا حسن في بيان: «ما نشهده في ولاية راخين هو استيلاء الجيش على الأراضي على نطاق واسع. يجري بناء قواعد جديدة لإيواء نفس قوات الأمن التي ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بحق الروهينغا». وأوضحت المنظمة أن أربعة مساجد على الأقل لم تأت عليها النيران تعرضت للدمار أو لأضرار بالغة منذ أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي. ولم ترد في هذا الوقت تقارير عن صراع كبير بالمنطقة. وفي أحد قرى الروهينغا، أظهرت صور الأقمار الصناعية مبان لمركز جديد لشرطة الحدود، تظهر إلى جوار موقع مسجد جرى تدميره أخيراً. ولم يتسن الوصول إلى ناطقين باسم زعيمة ميانمار أونغ سان سو كي أو الجيش لطلب التعقيب. وسبق أن قال مسؤولون في ميانمار إن القرى سويت بالأرض، من أجل بناء منازل جديدة للاجئين العائدين. وأضافت المنظمة أن «إعادة تشكيل ميانمار للمنطقة التي عاش بها مسلمو الروهينغا، تبدو مصممة أكثر لاستيعاب قوات الأمن والقرويين من غير الروهينغا، ما قد يمنعهم من الموافقة على العودة». وتابعت «الروهينغا الذين فروا من الموت والدمار على أيدي قوات الأمن، لن يجدوا على الأرجح أملا في العيش على مقربة من القوات ذاتها سيؤدي إلى عودة آمنة، لا سيما في ضوء استمرار الافتقار إلى المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان». وأدى رد أمني صارم على هجمات متمردي الروهينغا في 25 آب (أغسطس) الماضي، إلى فرار أفراد الأقلية وغالبيتهم من دون جنسية إلى بنغلادش. وفي هذه الأثناء لحق دمار واسع بأكثر من 350 قرية بعد حرقها في ولاية راخين بغرب ميانمار.