وصف الناقد المصري صلاح فضل «ثورة 25 يناير» بأنها «حركة ثقافية فجرها شباب من ذوي الحس المستقبلي المرهف والعين اللاقطة لمسار العالم بغرض تحقيق مبادئ العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة». وقال في ندوة عقدت تحت عنوان «الثقافة المصرية بعد 25 يناير» في بيت السناري الأثري في القاهرة «إن هؤلاء الشباب نجحوا في الإفلات من المراقبة التي كان يفرضها النظام المصري السابق ليخرجوا إلى الشوارع ويدعوا إلى تلك المبادئ، وهو ما يعد عملاً ثقافياً بالدرجة الأولى واجهوا خلاله مستنقعاً من الركود والفساد الإداري والسياسي دام ثلاثة عقود». ودلل على كون الثورة فعلاً ثقافياً بالدور الذي قام به الثوار في حماية المتحف المصري فيما كان النظام الاستبدادي على وشك تدميره من خلال ما يعرف إعلامياً ب «موقعة الجمل» والتي استخدم خلالها البلطجية كرات النار والقنابل الحارقة وعمليات القنص لاستهداف الثوار والمتحف في آن. وحذر فضل من حالات الاستقطاب التي يشهدها المجتمع المصري حالياً ملاحظاً تزايدها منذ الاستفتاء على التعديلات الدستورية في آذار (مارس) الماضي. وطالب خلال الندوة التي نظمها منتدى الحوار التابع لمكتبة الإسكندرية في «بيت السناري» بضرورة عدم تسييس الدين، وتجنب إقحامه في العمل السياسي بأي صورة من الصور، حتى ولو على سبيل استشهاد الساسة بآيات قرآنية. وقال إن الجماعات الدينية التي خرجت من عباءة الاستبداد، وفق وصفه، كانت محرومة من الحوار وحق الوجود إلى أن وجدت نفسها فجأة أمام ماء بارد وشديد الإنعاش من الحرية ولم تكن مستعدة لهذه اللحظة. وطالب تلك الجماعات ب «التعرف الى أدبيات وقيم الحوار بدلاً من تكفير الآخرين والسعي إلى حرمانهم من وطنهم». وشدد على ضرورة القبول بالصيغة الديموقراطية، من دون استبعاد أو إقصاء الغير. وانتقد مقولة «إن الشعب المصري متدين بطبعه»، قائلاً إن الحس الديني، سواء الإسلامي أو المسيحي، لا ينبغي إخضاعه للمزايدة السياسية أو احتكار السياسة باسم الدين. وشدد في الوقت نفسه على أهمية احترام القيم الدينية من دون تعريضها للمزايدة أو استخدامها في الابتزاز.