دعت مجموعة من شباب الثورة المصرية والمثقفين والسياسيين شاركوا في ندوة بيت السناري الأثري بالقاهرة مساء أول من أمس حول "مصر.. حوارات المستقبل"، إلى ضرورة التأكيد على أن ثورة 25 يناير هي ثورة شعبية ، وليست شبابية، محذرين من خطورة الالتفاف على الثوار والثورة ذاتها بثورة أخرى مضادة. ولفت الفنان التشكيلي سيد هويدي إلى أن ما حدث هو ثورة شعبية بكل المعايير، وليست شبابية كما ردد الإعلام الرسمي ولايزال يردد، وأن المتظاهرين في الوقت الذي كانوا يقدمون فيه الورود للشرطة في يومي 25 و28 يناير، كانت أجهزة الأمن تقابلهم بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي والآخر المطاطي. وتناول أحمد عيد، من ائتلاف شباب ثورة 25 يناير، البدايات الأولى لهذه الثورة. معتبرا أنها بدأت في 4 أبريل في العام 2004 بظهور حركة"كفاية"، والتي دشنت بداية الحركات الاحتجاجية . داعيا إلى أهمية تشكيل وعي بين المصريين بالمكاسب التي حققتها الثورة. من جانبه ضم أحمد بهاء الدين شعبان، أحد الأعضاء المؤسسين لحركة كفاية، صوته إلى من قال إن الثورة التي قامت هى ثورة شعبية، وليست شبابية، و "من يقل غير ذلك يقلل من قيمتها"،واتفق مع الآراء التي ذهبت إلى القلق من القيام بثورة مضادة ، و"أننا إذا كنا قد نجحنا في إزاحة رأس النظام ، فإن جسده لايزال قائما، وخاصة جهاز مباحث أمن الدولة، والذي كثيرا ما مارس أشكالا عدة من البأس والبطش ضد جموع الشعب، فضلا عن استمرار جهاز الإعلام على الرغم من تحوله الانتهازي"، على حد تعبيره. وتمنى الدكتور قدري حفنى المشاركة في الثورة لولا عمره الذي تجاوز السبعين، محذرا في الوقت نفسه من الشباب المضاد للثورة. التحذير نفسه أطلقه الباحث السياسى عمارعلي حسن ، والذى اعتبر أن الثوار حاليا أمام ثورة ناقصة ، وأنها لم تحقق كل مطالبها بعد، في ظل استمرار حكومة الحزب الوطني، والتي شكلها الرئيس السابق، مبديا مخاوفه ممن وصفهم بأنهم يعملون على الالتفاف على الثورة، ويبحثون عن مصالح ضيقة منتقدا الادعاء بأن ما تم هو ثورة شبابية ، "فهي لم تكن كذلك، فقد انتقلت من الفيسبوك إلى الناس بوك، ومن ثم أصبحت ثورة شعبية". وبدوره لفت الدكتور محمد عفان من ائتلاف شباب الثورة، إلى أهمية عدم الانسياق وراء ما يعرف بفزاعة جماعة الإخوان المسلمين من الوصول إلى الحكم، وحصد أغلبية برلمانية. مؤكدا أنه كأحد شباب الإخوان فإنهم طالبوا الجماعة بالتركيزعلى العمل التوعوي ، وألا يكون الحزب المنتظر للجماعة الذراع السياسي لها. وحذرالمحامي عصام سلطان من خطورة الإفراط في الحديث عن الليبرالية، "خاصة أن المجتمع المصري ذاته يتمتع بالاعتدال ، مما يتطلب ضرورة الحفاظ على هذا الاعتدال،على حد قوله .