بدأ إيمانويل ماكرون اليوم (السبت) زيارة دولة إلى الهند، سعيا إلى عقد «ميثاق قوي» مع أكبر دول جنوب آسيا عددياً، التي تود باريس أن تصبح أبرز شركائها في أوروبا. وتوجه الرئيس الفرنسي برفقة زوجته بريجيت إلى القصر الرئاسي، حيث استعرض حرس الشرف قبل لقاء مقرر مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي. وأعلن ماكرون، الذي وصل مساء اليوم إلى نيودلهي، للصحافة خلال حفل الاستقبال الرسمي أن زيارته الاولى إلى الهند تهدف إلى «إبرام ميثاق قوي بين ديموقراطيتينا للعقد المقبل». وتابع أن المطلوب «ميثاق حول الأمن المشترك، وعلى الأخص في المنطقة، والعلاقات التجارية والثقافية والتربوية والأكاديمية، والرابط بين شعبينا وخصوصا الشباب فيهما». وزار نصب المهاتما غاندي، حيث وضع إكليلا من الأزهار، على أن يجري لاحقا سلسلة محادثات معمقة مع المسؤولين الهنود. وكتب مودي مساء أمس على «تويتر»، بعدما استقبل ماكرون شخصيا في المطار «مرحبا بكم إلى الهند سيد الرئيس إيمانويل ماكرون! زيارتكم ستعزز الشراكة الاستراتيجية بين الهندوفرنسا». وعلى الساحة الدولية، يعمد كلاهما إلى تعزيز صورته كإصلاحي، لا يخشى تطبيق تدابير غير شعبية، سعيا لبلبلة «النزعات المحافظة» في بلده. وستوقع فرنساوالهند حوالى الظهر اتفاقا يمنح السفن الهندية منفذاً لوجستيا إلى القواعد الفرنسية في المحيط الهندي (جيبوتي والإمارات وجزيرة ريونيون)، وهي منطقة يتنامى فيها نفوذ الصين، ما يقلق نيودلهي. وكان ماكرون أوضح في مقابلة أجرتها معه شبكة «إينديا توداي» هذا الأسبوع: «اود ان تكون الهند احد شركائنا الرئيسيين في المنطقة في مجال الامن»، مذكرا بأن فرنسا أيضا قوة في المحيط الهندي بفضل نقاط وجودها الكثيرة، منها مايوت وجزيرة ريونيون». وتساءلت صحيفة «ذي إينديان إكسبرس» أمس «هل يمكن لفرنسا أن تحل محل روسيا كأبرز شريك دولي؟»، في إشارة إلى التقارب الطويل الذي طورته نيودلهي مع موسكو بعد استقلالها. وعلى الصعيد العسكري، حققت باريس نجاحات عدة في السنوات الأخيرة، لا سيما مع بيعها الهند 36 طائرة مطاردة من طراز «رافال»، وست غواصات من طراز «سكوربين». وهي تسعى إلى الحصول على طلبيات أخرى، لكن من غير المتوقع أن تكون ناضجة، بحيث يتم الإعلان عنها خلال الزيارة. ويفترض توقيع عقود أخرى، لا سيما في مجال صناعة الطائرات والبيئة والمنشآت، مثل مصانع تنقية المياه. كما أن نيودلهي قد تعلن عن تقدم في المفاوضات الشاقة في شأن النووي المدني لبناء مفاعل. وأعلن ماكرون في أول تصريح أدلى به على الأراضي الهندية «يجب أن تكون فرنسا أفضل شريك للهند في أوروبا وبوابتها للدخول» إلى القارة، وهو يعتزم الاستفادة من خروج بريطانيا، شريكة الهند التاريخية، من الاتحاد الأوروبي عملا بآلية «بريكزيت». وسيلتقي ماكرون عصرا مع 200 شاب هندي. وسيزور غداً مع زوجته تاج محل، أشهر صروح الهند، بعدما يشارك في ترؤس قمة تهدف إلى تطوير الطاقة الشمسية في الدول الفقيرة.