بدأ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس، زيارة للهند تستمر ثلاثة أيام قد تشهد توقيع صفقة قيمتها تسعة بلايين دولار، لبيعها مقاتلات فرنسية من طراز «رافال»، إضافة الى تعزيز تعاون الجانبين في مجال الطاقة النظيفة ومكافحة الارهاب. ووصل هولاند الى شانديغار شمال الهند، ثم سيتوجه الى نيودلهي حيث سيكون ضيف شرف لعرض عسكري تقليدي يُنظّم بعد غد في ذكرى إعلان الجمهورية عام 1950، علماً انها زيارته الثانية للهند خلال ولايته، منذ رحلة أجراها عام 2013. وبعد وصول هولاند، كتب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على موقع «تويتر»: «حضور رئيس الدولة بوصفه ضيف شرف لاحتفالات يوم الجمهورية، يشرّفني ويسعدني. سنبني على القاعدة التي أقمناها في لقاءاتنا السابقة». وبدأ هولاند زيارته الهند بمحطة رمزية في مدينة شانديغار، عاصمة ولاية البنجاب التي صمّمها المعماري الفرنسي - السويسري لوكوربوزييه في خمسينات القرن العشرين. ويرافق الرئيس الفرنسي وفد يضم حوالى 50 من رؤساء الشركات وخمسة وزراء، من أجل تعزيز المبادلات الاقتصادية والتجارية التي تبقى محدودة وغير متوازنة على حساب فرنسا. باريس التي تقدر ب680 بليون يورو حاجات الهند في مجال البنى التحتية للسنوات العشرين المقبلة، تريد تعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع نيودلهي. وتبدي الشركات الفرنسية اهتماماً خاصاً ببرنامج أطلقه مودي لتشييد مئة «مدينة ذكية»، يُفترض ان تصبح نماذج لتنمية مستدامة. وقررت باريس الاستثمار في ثلاث منها، في شانديغار وبونديشيري وناغبور. وقال مسؤولون من البلدين إن مفاوضين من الهندوفرنسا ناقشوا الجمعة الماضي ثمن 36 مقاتلة «رافال»، صُمِّمت لتحلّ مكان مقاتلات متقادمة يملكها الجيش الهندي. وقال هولاند بعد وصوله الى شانديغار: «سنجتاز مرحلة أخرى في اتجاه حصول الهند على 36 (مقاتلة) رافال كما نأمل جميعاً. العقد التجاري لا يمكن ان يُبرم، إلا بعد اتفاق بين الحكومتين سيُناقش هنا». وكان الرئيس الفرنسي قال لوكالة الأنباء الهندية «برس تراست أوف انديا» أن «التوصل الى اتفاق حول الجوانب التقنية يحتاج الى وقت، لكننا على الطريق الصحيح». وكان مودي قدّم طلبية لشراء هذه المقاتلات، خلال لقائه هولاند في باريس في نيسان (أبريل) 2015. واعتبر أن شراء مقاتلات «جاهزة للتحليق» ضروري لتحديث الأسطول الهندي، فيما رأى هولاند ان «رافال مشروع كبير بين الهندوفرنسا، سيفتح الطريق امام تعاون تقني وصناعي يُعتبر سابقة في السنوات الاربعين المقبلة». وأضاف: «الهند تحتاج إليها، وفرنسا أظهرت أنها افضل طائرة في العالم». لكن المفاوضات المعقدة شهدت تقلبات، تطاول السعر ورغبة نيودلهي في الحصول على موافقة شركة «داسو أفياسيون» الفرنسية على استثمار جزء ضخم من العقد، على الاراضي الهندية. وقال ديبلوماسي فرنسي ان زيارة هولاند «يمكن ان تشكّل فرصة للتقدّم على طريق اتفاق»، فيما لفت ناطق باسم الخارجية الهندية الى ان المفاوضات بلغت «مرحلة متقدمة». وسيُطرح أيضاً خلال الزيارة مشروع تشييد ستة مفاعلات نووية في جنوب مومباي، علماً ان هذا الملف تأثر بإعادة هيكلة المجموعة النووية الفرنسية «أريفا»، والذي يشمل التنازل لشركة كهرباء فرنسا عن فرعها للمفاعلات. وذكر ديبلوماسي فرنسي أن مسألة مكافحة الإرهاب ستحتلّ «رأس لائحة» المواضيع في المحادثات، فيما أعلنت وزارة الخارجية الهندية ان مكافحة الإرهاب ستكون محور «مناقشات كثيرة»، معتبرة أن الهندوفرنسا «ضحيتان للارهاب». في السياق ذاته، قال هولاند: «تواجه الهندوفرنسا التهديدات ذاتها: قتلة يدّعون العمل على أسس دينية، وأهدافهم الحقيقية هي الكراهية الشاملة. الهندوفرنسا مصممتان على العمل معاً ضد الإرهاب».