لندن - «الحياة»، رويترز، ا ف ب، ا ب - مع بلوغ الثورة الليبية شهرها الرابع امس شنت طائرات الحلف الاطلسي (الناتو) غارة جوية على مواقع حكومية في طرابلس بعد ظهر امس، وقُتل عشرة اشخاص واصيب 40 آخرين بجروح في قصف شنته قوات القذافي على مدينة مصراتة في الغرب. وقال العقيد معمر القذافي، في رسالة صوتية بثها التلفزيون الرسمي ان حلف شمال الاطلسي الذي يشن حملة عسكرية ضد نظامه «سيُهزم حتما» ولن يتمكن من تغيير «اي شيء» في ليبيا. لكن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني قال ان «كبار المسؤولين (الليبيين) سيتلقون خلال ايام مذكرات توقيف دولية»، وسط انباء عن قرب اتهامهم بشن هجمات منهجية ضد السكان وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وبذلك سيفقدون شرعيتهم. وذكرت وكالة «رويترز» ان الثوار يحققون تقدماً في المناطق، التي تسيطر عليها القوات الحكومية الى الشرق من العاصمة في محاولة لتطويقها عسكرياً. وقالت وكالة «اسوشييتد برس» ان طائرات الحلف الاطلسي هاجمت الاهداف الحكومية في طرابلس بعد صلاة الجمعة. وتحدثت «رويترز» عن سماع دوي ستة انفجارات على الاقل جنوب شرقي المدينة و»ارتفاع سحب الدخان في السماء، وذكر التلفزيون الليبي ان القصف استهدف حي عين زارة في طرابلس. وافادت «فرانس برس» ان الطريق بين الزنتان ويفرن في جبال البربر جنوبطرابلس باتت تحت السيطرة التامة للثوار الليبيين الذين استولوا هذا الاسبوع على ثلاث بلدات تقع على هذا الخط. وتشهد الطريق بين المدينتين على حصول معارك عنيفة بين القوات الموالية للنظام والثوار، اذ شوهدت دبابات وآليات مدمرة بفعل ضربات الحلف الاطلسي وجثث جنود تُركت في ارض المعركة. وكان الثوار سيطروا الاربعاء على زاوية الباقول واللوانية وغنيمة وهي ثلاث بلدات تقع على طريق يفرن على بعد نحو 80 كلم من طرابلس. والطريق المتعرجة التي تسلك الجبال وتقطعها قوات القذافي منذ اسابيع، باتت مزروعة بعدد من نقاط المراقبة التي اقامها الثوار، كما افادت «فرانس برس». ومع اعلان وزارة الخارجية الفرنسية ان «فرنسا غير ضالعة في أي اتصالات مباشرة قد تكون أُجريت في باريس بين الثوار الليبيين وممثلين عن نظام القذافي». ونقلت «فرانس برس»، من تونس عن المبعوث الروسي الى افريقيا ميخائيل مارغيلوف قوله ان مندوبين عن القذافي أجروا اتصالات اخيراً مع ممثلين عن الثوار في عدد من العواصم الاوروبية بينها برلين وباريس واوسلو. لكن محمود جبريل، مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الانتقالي، نفى هذه الانباء. وقال، في مؤتمر صحافي في نابولي شارك فيه وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني، ان المجلس الانتقالي ممثل الثوار الليبيين «ملتزم ابلاغ كل اصدقائه في العالم في حال اجراء مفاوضات». وأضاف: «ان المجلس الانتقالي يلجأ الى السبل كافة، السياسية منها والعسكرية، لتحرير البلاد واقامة حكومة تستند الى الدستور والى المساواة في الحقوق». وشكّك فراتيني في امكان اجراء حوار بين الثوار ونظام القذافي، وقال ان «ايطاليا شجعت على الدوام اجراء اتصالات والتوصل الى حل قائم على الحوار. لكن للأسف النظام لم يعط رداً ايجابياً وظل يطالب بضمان بقاء القذافي في السلطة». وقال فراتيني انه يثق بالمجلس الانتقالي «لتحديد المعايير والسبل لاقامة قناة للحوار لكن ليس بأي حال من اجل اعطاء الشرعية للنظام الحالي الذي يتعرض لعزلة دولية». واضاف ان «كبار المسؤولين (الليبيين) سيتلقون خلال ايام مذكرات توقيف دولية» وبذلك سيفقدون شرعيتهم. وفي جنيف اعتمد مجلس حقوق الانسان لدى الاممالمتحدة الجمعة قراراً لتمديد مهمة لجنة التحقيق المستقلة التابعة للامم المتحدة في شأن الادعاءات بانتهاك حقوق الانسان في ليبيا.