روما، طرابلس، بروكسيل، تونس - أ ف ب، رويترز - في وقت أجرى موفد روسي محادثات في طرابلس من أجل البحث في مخرج للأزمة الليبية، طرح سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي، حلاً يقوم على إجراء انتخابات بإشراف دولي خلال ثلاثة أشهر تُحدد نتيجتها مصير نظام والده العقيد معمر القذافي. وقدّم سيف الإسلام القذافي اقتراحه في مقابلة مع الصحيفة الإيطالية «كورييرا ديلا سيرا». وقال إن الانتخابات «يمكن اجراؤها خلال ثلاثة أشهر. بنهاية العام على أقصى تقدير، ويمكن أن يكون وجود المراقبين الدوليين ضمانة للشفافية». وأضاف سيف الإسلام: «لا نضع شروطاً على أحد من المراقبين. نوافق على الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وحتى الحلف الاطلسي، فالمهم هو أن تكون الانتخابات نظيفة وألا تكون هناك شبهات بحصول فوضى». وأجرى صحافي «كورييرا ديلا سيرا» المقابلة مع سيف الاسلام الثلثاء في فندق «راديسون بلو» في طرابلس الذي توجه إليه أصلاً لمقابلة وزير الخارجية عبدالعاطي العبيدي، لكنه وجد سيف الإسلام في انتظاره. وتابع قائلاً: «لا يساورني أدنى شك في أن الغالبية الساحقة من الليبيين تقف مع والدي وتعتبر المتمردين أصوليين إسلاميين متطرفين وإرهابيين تحركهم أيدٍ خارجية ومرتزقة يعملون بأوامر من (الرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي». وأوضح أن والده سيكون مستعداً للتنحي إذا خسر الانتخابات، لكنه لن يذهب إلى المنفى. وقال: «لن يغادر ليبيا أبداً. وُلد هنا ويريد أن يموت ويدفن هنا إلى جانب أعزائه». في غضون ذلك، وصل مبعوث الكرملين إلى أفريقيا ميخائيل مارغيلوف بعد ظهر أمس إلى طرابلس قادماً من الحدود التونسية. وهو أكد الأربعاء انه يريد لقاء رئيس الحكومة البغدادي المحمودي ووزير الخارجية عبدالعاطي العبيدي وغيرهما من مسؤولي النظام الليبي. لكنه أعرب أيضاً عن «استعداده لكل اللقاءات وكل المفاجآت»، بعدما كان أعلن الأسبوع الماضي انه لا يعتزم مبدئياً لقاء القذافي الذي باتت موسكو تدعوه علناً إلى التنحي عن السلطة. وأوضح انه سيعرض في طرابلس «خريطة طريق» للخروج من الأزمة في ليبيا. وتابع مارغيلوف: «من غير اللائق أبداً أن يظل القذافي على رأس السلطة بعد أن أطلق النار على شعبه وأمر بقصفه». ورفض النظام الليبي أي وساطة خارجية غير تلك التي يقوم بها الاتحاد الافريقي والتي لا تنص على رحيل القذافي. وكان مارغيلوف توجه في السابع من أيار (مايو) إلى بنغازي، معقل الثوار في شرق ليبيا. وأعلن آنذاك أن المجلس الوطني الانتقالي طلب من روسيا المشاركة في مجموعة الاتصال الغربية حول ليبيا. في هذه الأثناء، حقق الثوار انتصارات جديدة في غرب البلاد مع سيطرتهم على ثلاث بلدات في الجبل الغربي على الطريق الى طرابلس. واستولى الثوار الأربعاء على ثلاث بلدات هي زاوية الباقول واللوانية والغنيمة على طريق يفرن (غرب) التي يسيطر عليها الثوار وتقع على بعد 80 كلم من طرابلس. والثلثاء استولى الثوار على الريانية الواقعة على بعد بضعة كيلومترات من زاوية الباقول. وأعلن مصدر طبي في مدينة الزنتان في المنطقة نفسها أن خمسة متمردين قتلوا في اليوم السابق وأن «قناصة» اصابوا قرابة ثلاثين شخصاً بجروح في ثلاث مناطق سيطر عليها الثوار. ووفق الثوار، فإن قوات القذافي تحاول التوجه إلى مدينة اللوانية (جنوب شرقي ليبيا) انطلاقاً من الصحراء. وكان الحلف الأطلسي أعلن الخميس انه استهدف خمسة مواقع عسكرية لقوات النظام الأربعاء في منطقة الزنتان وثلاثة مواقع في طرابلس وضواحيها. وهزت وسط العاصمة طرابلس فجر الخميس انفجارات ناجمة عن الغارات شبه اليومية للحلف الاطلسي. وكانت المنطقة المستهدفة حول مجمع باب العزيزية الذي يقيم به القذافي. وذكرت «فرانس برس» أن الغارات دمّرت فندقاً شاغراً يدعى «وينزريك» القريب من مبان إدارية ومن مقر الاذاعة والتلفزيون. ولم يبق من الفندق سوى بعض الجدران، لكن الغارات لم تسفر عن ضحايا، كما ذكرت السلطات التي نظّمت زيارة للصحافيين للموقع المستهدف. إلا أن حلف «الناتو» نفى، في غضون ذلك، معلومات أوردها النظام بأن 12 شخصاً قُتلوا الاربعاء في غارة للحلف على ككلة جنوب العاصمة، وأكد عدم شن اي غارة في تلك المنطقة. وفي تونس، أوردت وكالة تونس أفريقيا للأنباء الحكومية أن 19 عسكرياً ليبياً بينهم ضباط وصلوا الأربعاء في مركب إلى ميناء الكتف في بنقردان في ولاية مدنين (جنوب شرق) فراراً من المعارك في بلادهم. وهو المركب الثاني الذي يصل الى ميناء الكتف آتياً من ليبيا هذا الاسبوع.