دعت الحكومة الايطالية مجموعة من زعماء القبائل الليبية الى الاجتماع في روما في وقت اعلن رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي اجراء «اتصالات مباشرة» مع ممثلي المجلس الوطني الانتقالي في باريس. ورفض المجلس مبادرة سيف الاسلام القذافي لاجراء «انتخابات شفافة» تُحدد مصير القذافي. وقال المبعوث الروسي الى افريقيا ميخائيل مارغيلوف الذي زار العاصمة الليبية حيث التقى المحمودي: «حصلت على تأكيد (من الاخير) أن اتصالات مباشرة تجري بين بنغازي وطرابلس». واضاف: «قال لي البغدادي ان جولة من هذه الاتصالات جرت الاربعاء في باريس، وان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تبلغ نتائج هذه الاتصالات». واعلن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان اجتماعاً موسعاً يضم جميع زعماء القبائل وممثلي المجتمع المدني في ليبيا سيُعقد في روما الاسبوع المقبل على الارجح. واشار الى ان «بين 200 و300 شخص» سيشاركون في هذه الجمعية و»سيمثلون ليبيا برمتها». واعلن توقيع «اتفاق تعاون» في شأن الهجرة مع المجلس الانتقالي يهدف الى «التحذير ومكافحة تدفق المهاجرين غير الشرعيين بما في ذلك اشكالية اعادتهم الى ديارهم». وفي بنغازي رفض مسؤول في المجلس الانتقالي مبادرة سيف الاسلام في خصوص الانتخابات، وقال انها «جاءت متأخرة... وربما كان تم القبول بها لو صدرت في بداية الثورة». وتحدى النظام الليبي أن يسمح بحرية التظاهر للمواطنين في المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرته، مشيراً إلى «أن الشعب يريد تغيير نظام القذافي بعد كل ما فعله به في مصراتة والزاوية وشرق ليبيا والجبل الغربي». وكان سيف الإسلام القذافي ابلغ صحيفة «كورييرا ديلا سيرا» الايطالية إن الانتخابات «يمكن ان تُجرى خلال ثلاثة شهور او في نهاية العام على أقصى تقدير، ويمكن أن يكون وجود المراقبين الدوليين ضمانة للشفافية». ميدانيا، حقق الثوار انتصارات جديدة في غرب البلاد مع سيطرتهم على ثلاث بلدات في الجبل الغربي على الطريق الى طرابلس. واستولوا الأربعاء على ثلاث بلدات هي زاوية الباقول واللوانية والغنيمة على طريق يفرن (غربا) التي يسيطر عليها الثوار وتقع على بعد 80 كلم من طرابلس. وجاءت هذه الانتصارات بعد تقدمهم الثلثاء الى الريانية الواقعة على بعد كيلومترات من زاوية الباقول. وبحسب الثوار، تحاول قوات القذافي التوجه إلى مدينة اللوانية (جنوب شرقي ليبيا) انطلاقا من الصحراء. وكان الحلف الأطلسي أعلن انه استهدف خمسة مواقع عسكرية لقوات النظام اول من امس في منطقة الزنتان وثلاثة مواقع في طرابلس وضواحيها. وهزت وسط العاصمة طرابلس فجر امس انفجارات ناجمة عن الغارات شبه اليومية للحلف الاطلسي. وكانت المنطقة المستهدفة حول مجمع باب العزيزية حيث يقيم القذافي. وذكرت وكالة «فرانس برس» أن الغارات دمّرت فندقاً شاغراً يدعى «وينزريك»، قرب مبان إدارية ومقر الاذاعة والتلفزيون. ولم يبق من الفندق سوى بعض الجدران، لكن الغارات لم تسفر عن ضحايا، كما ذكرت السلطات التي نظّمت زيارة للصحافيين للموقع المستهدف. وفي تونس، أوردت وكالة تونس أفريقيا للانباء الحكومية أن 19 عسكرياً ليبياً بينهم ضباط وصلوا الأربعاء في مركب إلى ميناء الكتف في بنقردان بولاية مدنين (جنوب شرقي) فراراً من المعارك في بلادهم. وهو المركب الثاني الذي يصل الى ميناء الكتف آتياً من ليبيا هذا الاسبوع. وفي باريس اعلنت رئاسة اركان الجيوش الفرنسية عن تدمير ستين منشأة عسكرية لقوات القذافي الاسبوع الماضي في الضربات الجوية التي شنتها طائرات ومروحيات قتالية فرنسية في ليبيا. وقالت «ان الطائرات الفرنسية قامت ب253 طلعة جوية بين 9 و16 حزيران (يونيو) بينها 115 طلعة لشن «هجمات على الارض» ما يمثل «نشاطا كثيفا جدا» بالنسبة للاسبوع السابق (218 طلعة). وقال المتحدث باسم هيئة الاركان الكولونيل تييري بوركارد انه «تمت معالجة ستين هدفا» بينها «اكثر من عشرين منشاة عسكرية، معظمها مبان ومواقع رادار ومراكز بث ومراكز قيادة ومستودعات ذخائر في مناطق مصراته وطرابلس والبريقة».