هزّت سلسلة انفجارات العاصمة الليبية طرابلس صباح الخميس وتصاعد الدخان فوق مجمع العقيد الليبي معمر القذافي في حي باب العزيزية بحسب شهود عيان. وتم استهداف القاعدة العسكرية للقيادة الليبية مراراً بضربات حلف شمال الأطلسي. مقاتلون من الثوّار يرفعون إشارة النصر في الجبل الغربي مساء الأربعاء (رويترز) وكان الثوار قد أعلنوا مساء الأربعاء السيطرة على الجبل الغربي وفرار كتائب القذافي جنوباً. وقال سيف الإسلام نجل القذافي لصحيفة كورييرا ديلا سيرا الايطالية إن والده يوافق على اجراء انتخابات في نهاية العام تحت اشراف دولي وأنه سيكون مستعداً للتنحّي إذا ما خسر الانتخابات و»لا يساورني أدنى شك في أن الغالبية الساحقة من الليبيين تقف مع والدي وتعتبر المتمردين أصوليين اسلاميين متطرفين وارهابيين تحرّكهم أيدٍ خارجية ومرتزقة يعملون بأوامر من (الرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي». وأكد سيف أن والده لن يذهب الى المنفى. وقال: «لن يغادر ليبيا أبداً. ولد هنا ويريد أن يموت ويدفن هنا الى جانب أعزائه». وزحفت قوات المعارضة المسلحة في عمق المناطق التي ظلت قوات القذافي تسيطر عليها في منطقة الجبل الغربي حيث سيطرت على قريتين كانت كتائب الموت تستخدمهما لقصف بلدات تسيطر عليها المعارضة. زحفت قوات المعارضة المسلحة في عمق المناطق التي ظلت قوات القذافي تسيطر عليها في منطقة الجبل الغربي. وخيّم الهدوء الاربعاء على مدينة الغريان التي تبعد 100 كلم جنوبطرابلس على مشارف منطقة الجبل الغربي. ونظمت سلطات القذافي جولة للصحافيين في هذه المدينة «لإظهار انها هادئة خلافاً لتقارير بعض وسائل الاعلام». وتشهد الغريان التي تمثل بوابة طرابلس للمنطقة الجبلية توتراً خفياً مع اقتراب خط الجبهة من العاصمة. وتقع الغريان التي يعتبرها الثوار القاعدة الخلفية لقوات القذافي في هجومها على الجبل الغربي، على بعد 30 كلم فقط شرق مدينة يفرن التي تشهد مواجهات عنيفة بين الثوار وقوات القذافي منذ بدء الثورة في ليبيا منتصف شباط/ فبراير. وسيطر الثوار الاربعاء على بلدتي زاوية الباقول واللوانية على طريق يفرن بحسب مراسل فرانس برس. وكان الثوار قد استولوا الثلاثاء على الرياينة التي تبعد بضعة كيلو مترات من زاوية الباقول. وبينما تقدّمت قوات المعارضة الى مسافة نحو 150 كيلو متراً جنوب غربي طرابلس الاربعاء ابلغ البيت الابيض الكونجرس ان الرئيس الامريكي باراك اوباما يملك السلطة القانونية للمضي قدماً في مشاركة القوات الامريكية في العمليات العسكرية في ليبيا. وبدأ ظهور خلافات بين الحلفاء الغربيين الذين يحاولون اسقاط الزعيم الليبي. وكان وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس قد انتقد الحلفاء الاوروبيين الاسبوع الماضي لعدم دعمهم الحملة التي تولى حلف شمال الاطلسي امرها في نهاية مارس اذار الماضي. ودعا نواب الكونجرس المتشكّكون إلى عدم ارسال «رسائل مختلطة» بشأن الالتزام بالحملة الجوية التي يشنها حلف شمال الاطلسي والتي ساعدت المعارضة المسلحة في ليبيا على التقدّم غرباً من معلقها في بنغازي في الشرق. ولم ينجح حلف شمال الاطلسي الذي تشن طائراته غارات متواصلة على البنية العسكرية للقذافي وعلى مراكز القيادة والسيطرة الخاصة به في اسقاطه. وقال سفير روسيا لدى الحلف الأطلسي الاربعاء خلال مؤتمر صحفي اثناء زيارته لندن «نلاحظ ان حلف شمال الاطلسي ينزلق وينجر أكثر فأكثر الى عملية برية في ليبيا». والعلاقات داخل الحلف متوترة حيث يرفض البعض التعهّد بتقديم موارد اضافية. ويعكس التوتر بين اوباما والكونجرس بخصوص الصراع في ليبيا عدم رضا بعض المشرعين عن دخول الولاياتالمتحدة حرباً ثالثة في العالم الاسلامي بعد حربي العراق وافغانستان وهم يضغطون عليه من اجل توضيح الاهداف الامريكية في ليبيا. وكشف تقرير للبيت الابيض الى الكونجرس أذيع الاربعاء ان تكلفة العمليات العسكرية والمساعدات الانسانية الامريكية في ليبيا بلغت 716 مليون دولار حتى الثالث من يونيو حزيران ومن المتوقع أن تصل الى 1ر1 مليار دولار بحلول 30 من سبتمبر أيلول. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين في وقت سابق «نحن نعتقد ان من المهم ألا يرسل الكونجرس رسائل مختلطة بشأن هدف نعتقد ان اغلب اعضاء الكونجرس متفقون عليه». وأكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بعد اجتماع مع الامين العام لحلف شمال الاطلسي أندرس فو راسموسن على ان وقت رحيل القذافي قد اقترب وان الحلف عاقد العزم على الاطاحة به. وكرّر راسموسن وجهة النظر هذه على الرغم من اثارة الجنرال ستيفان ابريال القائد الرفيع في الحلف للتساؤلات بشأن قدرة الحلف على التعامل مع تدخل طويل المدى. وقال سعد جبار وهو مستشار قانوني سابق للحكومة الليبية لرويترز ان القذافي سيستمر في الرهان على عنصر الزمن والسعي لإضعاف معنويات التحالف واثارة الفرقة في صفوفه. وتابع قائلاً: ان طريقة تفكير القذافي تقول انه ما دام أعداؤه لم ينتصروا فانه لم يخسر. وقدم ميخائيل مارجيلوف الممثل الخاص للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، الخميس، إلى طرابلس لإجراء محادثات مع القذافي في إطار جهود موسكو لإنهاء الحرب في ليبيا. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عنه «من الواضح ان المحادثات في طرابلس لن تكون سهلة».