داء «لايم» مرض ناتج من العدوى بجرثومة «بوريليا بيرجدوفيري». ووصف هذا الداء للمرة الأولى في عام 1975 في مدينة لايم الأميركية، وهو يصيب المفاصل غالباً ولكنه يطال أعضاء أخرى مثل الجلد والجهاز العصبي المركزي والقلب وغيرها. ان داء «لايم» ليس مرضاً حديث العهد بل عرف في البلاد الغربية منذ أكثر من 100 عام وهو منتشر بكثرة في وسط أوروبا وجنوب الدول الاسكندينافية، ولا تخلو البلدان العربية منه ولكن لا يتم تشخيصه غالباً. ويحدث الداء في اي وقت من العام بيد أنه أكثر شيوعاً بين نيسان (أبريل) وتشرين الأول (اكتوبر). ويحدث داء لايم بعد تعرض الشخص لعضة حشرة القراد. ففي البداية يعاني المصاب من رقعة جلدية حمراء تتوسع شيئاً فشيئاً ويكون مركزها عضة القراد، وهذا الاندفاع الجلدي يشاهد في 80 الى 90 في المئة من الحالات. وبعد أسابيع أو اشهر من حدوث العضة، يعاني بعض المرضى من عوارض الصداع والتعب الشديد والرجفان والألم في الرقبة والخدر في الأطراف والحمى واحتقان الحلق واضطرابات في القلب والبصر وتضخم في العقد اللمفاوية، أما التهاب المفاصل فيظهر في الفصل الأخير من داء «لايم» ويحدث في شكل متقطع في المفاصل الكبيرة. ان اختبار «إليزا» الذي تتم فيه معايرة «الغلوبيولينات» المناعية النوعية للجرثومة المسببة للمرض يعتبر من أفضل الفحوص لتشخيص داء «لايم»، ويصل تركيز تلك «الغلوبيولينات» الى الذروة بين الأسبوع الثالث والأسبوع السادس بعد بدء الداء ومن ثم يأخذ في الهبوط تدريجاً. لا حاجة الى الصوم او الى أي إجراءات تحضيرية من أجل فحص «إليزا» للكشف عن داء لايم. يبقى عدداً من النقاط المتعلقة بداء «لايم»: يصيب الداء الصغار والكبار، إلا ان النوبات الالتهابية تكون أكثر عند الصغار، وكلما كان الطفل أصغر كان مسار المرض أسرع. اذا رُصد داء «لايم» باكراً أدى علاجه بالمضادات الحيوية المناسبة الى نتيجة شفائية جيدة، في المقابل كلما تأخر العلاج انخفض معدل الشفاء منه. ويستغرق علاج داء «لايم» بالمضادات الحيوية من 10 الى 30 يوماً. وبعد اعطاء العلاج يجب الانتظار ستة أسابيع قبل التأكد من الشفاء. لا ينتقل داء «لايم» من انسان الى آخر، فالجرثومة المسببة تعيش في أمعاء حشرة القراد قبل ان تجد طريقها الى الإنسان او الحيوان. هناك بعض المصابين بداء «لايم» لا تظهر عليهم العوارض المرضية، كما ان القصة السريرية تتباين من شخص الى آخر. ان ارتداء ألبسة طويلة وذات ألوان زاهية يسمح بمنع تعلق حشرة القراد بالجلد خلال النزهات الجبلية والنشاطات الخارجية. تتسلق حشرة القراد الأعشاب الصغيرة او العالية وعند مرور الشخص بجانبها تعلق بجلده وتغرس فيه مجساتها لتلعق منه وجبتها الدموية خلال ساعات او حتى أيام، وخلال هذه الإقامة يودِع القراد الجراثيم الممرضة، من هنا ضرورة التخلص منها في اسرع وقت قبل ان تودع المزيد من العوامل الممرضة. يجب تقنين او حتى الحد من النشاط الرياضي للأطفال المصابين بالتهابات مفصلية نتيجة داء القراد ريثما يتم الشفاء منه.