عرف البطيخ الأحمر منذ أمد بعيد في المناطق الحارة من أفريقيا، وزُرع في زمن الفراعنة إذ ورد ذكره في ورقة ايبرس الطبية، ويقال إن أصل كلمة بطيخ أتى من الهيروغليفية، لغة الفراعنة، كما يقال ان القرويين في ذلك الزمن كانوا يقدمون البطيخ للسياح العطشى. ويتربع البطيخ الأحمر على عرش الفواكه الصيفية نظراً الى أسعاره الرخيصة ووفرة العرض والطلب عليه، ويزرع في أيامنا هذه على نطاق واسع خصوصاً في جنوب أوروبا وجنوبالولاياتالمتحدة وفي بلدان حوض البحر المتوسط. وهناك أنواع عدة من البطيخ الأحمر ولكنها في شكل عام تقسم الى نوعين: بطيخ ببذور، وبطيخ بلا بذور، والنوع الأول ظهر للمرة الأولى في العام 1949 في اميركا وأحدث ظهوره ثورة في تاريخ هذه الثمرة. أما ما يمكن قوله عن البطيخ الأحمر غذائياً وصحياً هو الآتي: غني بالماء، بل هو الفاكهة الأكثر احتواء عليه، ففي 100 غرام منه هناك 92 غراماً من الماء، وبناء عليه فالبطيخ الأحمر مهم جداً على صعيد إرواء الظمأ وترطيب الجسم وبالتالي إبعاد شبح التعرض للجفاف في أيام الحر. فقير بالطاقة، إذ أن 100 غرام من البطيخ الأحمر تعطي حوالى 30 سعرة حرارية، لذا ينصح به للأشخاص الذين يرغبون في تخسيس أوزانهم. يحتوي البطيخ الأحمر على صباغ الليكوبين الشبيه بذلك الموجود في البندورة، والمعروف عن هذا الصباغ انه من أهم مضادات الأكسدة، فهو يدعم الجسم ويحميه من السرطان خصوصاً سرطان البروستاتة والمريء وعنق الرحم، كما يفيد في حماية القلب والأوعية الدموية وفي منع إصابة شبكية العين بالتلف. يوجد في البطيخ الأحمر عدد من الفيتامينات من بينها الفيتامين سي، أ، ب1، ب2، ب6. من ناحية المعادن نجد في البطيخ الأحمر البوتاسيوم والكلس والحديد والصوديوم والفوسفور والكلور والمغنيزيوم. هناك كمية شحيحة جداً من البروتينات والدهنيات، ولا يوجد أي أثر للكوليسترول. أفادت أبحاث الدكتور الأميركي بيمو باتل ان قشر البطيخ الأحمر يحتوي على مكونات نباتية من بينها مادة سترالين التي تتحول تحت تأثير أحد الأنزيمات الى الحامض الأميني «أرجينين»، الذي له دور في توسيع الأوعية الدموية تماماً كما تفعل الفياغرا. تبقى أربع ملاحظات: الأولى، هي ان مستوى الفيتامين سي في البطيخ الأحمر يتدهور كلما خُزن طويلاً، وإذا قطع البطيخ وترك مشرعاً للهواء فإن القسم الأعظم من الفيتامين يدمر بفعل الضوء والحرارة. الثانية، ان قطع البطيخ المشرعة في الهواء على قارعة الطريق قد تكون مصدراً للعدوى بالميكروبات وبالتالي التسممات من هنا يجب الحذر منها. الثالثة، ان انتقاء البطيخ بناء على صوت الصدى المنبعث منه بضرب اليد عليه قد يساعد في حسن اختيار البطيخة الحمراء... ولكن كثيراً ما ينتهي الاختبار بالفشل. الرابعة، يفضل أن يؤكل البطيخ بين وجبات الطعام وليس بعدها مباشرة لأنه قد يسبب عسراً في الهضم.