دخل الرئيس نجيب ميقاتي امس، السراي الكبيرة للمرة الثانية كرئيس لحكومة لبنان، مباشراً نشاط اليوم الأول من أعمال رئاسة الحكومة وهو ترؤس اول اجتماع للجنة صوغ البيان الوزاري. وأكد أمام موظفي السراي «أن الأولوية ستكون الاهتمام بحاجات الناس ومعالجة شؤونهم الملحة، وسننطلق من التوجه الأساسي لدي بأننا فريق عمل واحد في خدمة جميع اللبنانيين وسنعمل بهذه الروحية، فلا كيدية ولا انتقام». ووصل ميقاتي إلى السراي قرابة التاسعة والنصف صباحاً، وكان في استقباله الأمين العام لمجلس الوزراء سهيل بوجي وموظفو السراي، وغابت التشريفات الرسمية للاستقبال في انتظار نيل الحكومة الثقة في المجلس النيابي، وذلك بناء على طلب ميقاتي. وتحدث ميقاتي في مكتبه أمام الموظفين: «وضعنا عنواناً لحكومتنا هو «كلنا للوطن كلنا للعمل»، وسنعمل بأذن الله على ترجمة هذا الشعار أفعالاً. أولوياتنا الاهتمام بشؤون المواطن وإيجاد حلول للأوضاع الاجتماعية والحياتية». وإذ اكد أن «العناوين كبيرة والتحديات كثيرة وعلينا القيام بواجبنا لكي يشعر اللبنانيون بأن الدولة موجودة»، اعتبر أن «هذا الأمر شكل الحافز الأكبر لدينا لإنجاز تشكيل الحكومة، لأنني شعرت بأن هناك خطة لاستكمال ضرب المؤسسات الدستورية عبر ترسيخ الشعور بأن الأمور يمكن أن تسير من دون وجود حكومة ومؤسسات دستورية فاعلة، علماً أن نظرة بسيطة على الملفات المتراكمة في البلد تشعرنا بحجم التعطيل القائم في البلد». وأعرب ميقاتي عن ثقته بأن «جميع العاملين في رئاسة مجلس الوزراء متفانون ومخلصون في عملهم وسنتعاون مع الجميع من أجل تأمين تفعيل مديريات رئاسة الحكومة ودوائرها». ورد بوجي بكلمة ذكر فيها ب «تجربتنا السابقة معك في رئاسة الحكومة حيث تعلمنا منك التواضع والإيجابية في مقاربة جميع المسائل وحسن التعاطي مع الجميع من دون تمييز. وإننا على ثقة بأن التوجه الذي شهدناه لديك خلال فترة التكليف في صون مقام رئاسة مجلس الوزراء سيبقى مستمراً». الثلث الضامن موجود وفي حديث إذاعي، أكد ميقاتي «صعوبة اتخاذ أي قرار منفرد داخل الحكومة، لأن الثلث الضامن موجود فيها وهو قادر على عدم تمرير أي قرار من شأنه أن يشكّل إشكالية ما سواء داخل لبنان أم خارجه»، مشيراً إلى أنه «لا يوجد فريق معين واحد لديه الأكثرية داخل الحكومة». لجنة البيان الوزاري بعد ذلك، ترأس ميقاتي الاجتماع الأول للجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري وضم الوزراء: نقولا نحاس، علي حسن خليل، ناظم الخوري، وائل أبو فاعور، محمد الصفدي، علي قانصو، شكيب قرطباوي، شربل نحاس، ومحمد فنيش. كما حضر بوجي. وجرى، وفق البيان الصادر عن مكتب ميقاتي الإعلامي، «وضع النقاط الأساسية التي سيتضمنها البيان في إطار التوجه الذي اتفق عليه في خلال الجلسة الأولى لمجلس الوزراء، بأن يكون بياناً مختصراً وفق مقاربة ترضي توجهات اللبنانيين. كما يتضمن البيان المسائل الاقتصادية والاجتماعية الأساسية التي تهم المواطنين». واتفق على ضم الوزيرين جبران باسيل ووليد الداعوق إلى اللجنة التي ستعقد اجتماعها الثاني الثلثاء المقبل. وكان أبو فاعور أشار لدى دخوله إلى الاجتماع إلى أن «لا مصلحة للبنان في أي تصادم داخلياً وخارجياً»، وشدد على أن مطلب «جبهة النضال الوطني» هو بأن يكون البيان مقتضباً ومعبراً ومختصراً من غير مطولات. أما حسن خليل فشدد على أن «هناك ثوابت أساسية يجب أن يضمها البيان». وأشار الصفدي إلى أن العمل سيكون «بشفافية في وزارة المال»، مشيراً إلى «أن هناك مراجعة لتصحيح الحسابات تستغرق وقتاً ليس بالقليل»، وشدد على «أن السياسة المالية للدولة قائمة، والعمل سيكون على كيفية أن يستطيع المواطن أن يعيش بالراتب الذي يتقاضاه».