قد لا يبدو أن ثمة علاقة بين العلوم البيئية والعلاقات الدولية ورياضات القتال والدفاع عن النفس، مثل «جوجتسو» و«كيك بوسينغ» و«كروس فيت» والملاكمة، لكن السعودية هالة الحمراني استطاعت الجمع بينها، فهي تحمل شهادة البكالوريوس في البيئة والعلاقات الدولية، وحزاماً أسوداً وشهادات معتمدة، لا تخولها مزاولة هذه الألعاب فقط، بل التدريب عليها، حتى إنها تدرب 150 فتاة أخرى عليها. وتمكنت المرأة السعودية من إثبات نفسها في المجال الرياضي في وقت قياسي، بما فيها الرياضات العنيفة، وبدأن الإقبال عليها وعلى مختلف أنواع الفنون القتالية، وتطمح سعوديات إلى ممارسة الرياضات وتدريبها بأنواعها، توافقاً مع «رؤية المملكة 2030»، التي تؤكد أن النمط الصحّي والمتوازن يعتبر من أهم مقوّمات جودة الحياة، وعلمها أن الفرص المتاحة حالياً لممارسة النشاط الرياضي بانتظام لا ترتقي إلى تطلعاتها، ولذلك تعكف على إقامة مزيد من المرافق والمنشآت الرياضية بالشراكة مع القطاع الخاص، حتى يكون بإمكان الجميع ممارسة رياضاتهم المفضلة في بيئة مثالية، وستشجع الرياضات بأنواعها من أجل تحقيق تميزٍ رياضي على الصعيدين المحلّي والعالمي، والوصول إلى مراتب عالمية متقدمة في عدد منها. بدأت علاقة الحمراني ب«جوجتسو» اليابانية لفنون القتال والدفاع عن النفس وهي في عمر ال16، حين بدأ شغفها. وغادرت إلى سان دييغو في ولاية كاليفورنيا الأميركية، بعد إنهائها المرحلة الثانوية، إذ أكملت دراستها الجامعية، وتطور هذا الإعجاب بالفنون الرياضية. وانتظمت هالة في ممارسة هذه الرياضة، وتدرجت في المهارات حتى تمكنت من الحصول على الحزام الأسود، إلا أن طموحها لم يتوقف عند هذا الحد، فبدأت ممارسة رياضة قتالية أخرى، مثل «كيك بوكسينغ» أو الملاكمة التايلاندية، التي تدربت عليها أكثر من 10 سنوات، واستطاعت الحصول على شهادات معتمدة لتدريبها، فضلاً على شهادة في تدريب المستوين الأول والثاني لرياضة «كروس فيت». وقالت الحمراني ل«الحياة»: «أدرب أكثر من 150 فتاة حالياً، يعملن على تطبيق فنون الملاكمة وكيك بوسينغ». وأبانت هالة، التي تدير حالياً مركزاً للتدريب في مدينة جدة، أن الهدف من الرياضات القتالية «ليس إنقاص الوزن فقط، بل له أهداف أكبر مما هو ظاهر، ويجب أن تعي النساء ويؤمن بأن القدرة على الدفاع عن أنفسهن مفيدة جداً لعقولهن مثل أجسادهن، وأنها تزيد في القوة الجسدية وتضيف إلى العقل وتقوي الشخصية كلما مارست المرأة هذه الرياضة»، موضحة أن هناك إقبالاً وحماسة كبيرة من النساء على التدريب في شكل غير منقطع. واستطاعت سعوديات كسر احتكار هيمنة الرجال على الرياضات بأنواعها، وشهدت الأعوام الأخيرة دخول سيدات في بعض الرياضات، بل وشاركن في دورات أولمبية، واستطاعت هالة (41 عاماً)، كسرها ونشر ثقافتها بلعبها وتدريبها أيضاً، ولم يتوقف طموحها عند هذا الحد من النجاح والتطور، بل أصرت على نقل تجربتها إلى الأخريات، من خلال الدخول في هذا المجال والتعمق فيه، وما زاد طموحها أكثر أنها وجدت إقبالاً كبيراً من الفتيات للتدرب، وكان هذا أكبر حافز لها لإقامة مقر خاص لتعليم فنون الرياضة القتالية.