تحطّمت طائرة نقل عسكرية روسية أمس، قرب مطار حميميم في محافظة اللاذقية في سورية، وقتِل 39 شخصاً كانوا على متنها. وكشفت وزارة الدفاع الروسية أن الادعاء العام العسكري فتح تحقيقاً جنائياً في حادثة تحطم الطائرة، فيما نفى مصدر عسكري روسي تعرّض الطائرة وهي من طراز «أنطونوف– 26» لاستهداف بصواريخ أو أسلحة مضادة للطيران. ولفتت الوزارة إلى أن الطائرة تحطّمت نتيجة ارتطامها بمدرج المطار أثناء هبوطها. وأعلن الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين عزّى أقارب الضحايا، كما تلقى تقريراً في شأن الحادث من وزير الدفاع سيرغي شويغو. وتعّد الطائرة من أقدم أنواع طائرات النقل الموجودة في خدمة الجيش الروسي واعتمدت منذ العهد السوفياتي في عام 1973، وتستطيع حمل 24 طناً من العتاد العسكري، كما أنها مجهزة كي تستطيع نقل حتى 30 مظلياً، أو جرحى في المعارك. وتكررت حوادث تحطّم «أنطونوف 26» أكثر من مرة في السنوات الأخيرة في كوبا وإثيوبيا. وفي صيف 2014 تمكن مؤيدو الانفصال في إقليم دونيتسك في أوكرانيا من إسقاط طائرة شحن من الطراز ذاته، باستخدام مضادات أرضية. وبسقوط هذه الطائرة ترتفع خسائر روسيا في سورية إلى سبع طائرات، بعدما أعلنت موسكو رسمياً فقدان 5 طائرات مروحية منذ بداية العملية العسكرية هناك، علماً أن نادراً ما تكشف روسيا عن خسائرها في سورية. وفي 24 في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، أسقطت تركيا طائرة «سوخوي» قرب حدودها الجنوبية، ما تسبب في أزمة بين البلدين. وتحطمت مقاتلة من نوع «ميغ 29» في تشرين الثاني 2016 أثناء تدريبات كانت تجريها على حاملة الطائرات «الأدميرال كوزنيتسوف»، وفي كانون الأول (ديسمبر) من العام ذاته، تحطمت طائرة «سوخوي 33» أثناء هبوطها في البحر على حاملة الطائرات، كما تحطمت طائرة «سوخوي 24» أثناء إقلاعها من قاعدة حميميم. ويأتي الحادث في ظل مخاوف روسية من تزويد المعارضة أسلحة حديثة، في ظلّ تكرار حالات استهداف القوات الروسية في الأشهر الأخيرة، خصوصاً تعرّض قاعدتي حميميم وطرطوس لهجوم في بداية العام باستخدام «طائرات من دون طيار محملة بمتفجرات». كما قتل أربعة جنود روس ليلة رأس السنة الماضية، من بينهم اثنان في هجوم بقذائف الهاون على قاعدة حميميم. وكانت صحيفة «كوميرسانت» ذكرت حينها أن هذا الهجوم «دمر عملياً» سبع طائرات عسكرية، إلا أن وزارة الدفاع نفت الخبر بشدة، مشيرة في الوقت ذاته إلى تعزيز الأمن حول القاعدة، فيما أعلنت وزارة الدفاع تحطم مروحية من نوع «مي 24» ومقتل طيارَيها.