إسلام آباد - أ ف ب، رويترز - قصفت طائرة اميركية من دون طيار موكباً لدى عبوره في اقليمجنوب وزيرستان القبلية شمال غربي باكستان، ما اسفر عن مقتل 10 مسلحين في الموكب. وكشف مسؤولون امنيون باكستانيون، ان الطائرة اطلقت صاروخين على الموكب لدى عبوره طريقاً فرعية قرب وانا عاصمة جنوب وزيرستان المحاذية للحدود الافغانية، ما ادى الى تدميره بالكامل. واشار هؤلاء الى ان الموقع المستهدف في منطقة كاري كوت يقع قرب بلدة شهدت هجوماً ادى الى مقتل الياس كشميري، احد زعماء تنظيم «القاعدة»، هذا الشهر، على رغم عدم تأكيد مقتله رسمياً. ولم تتضح هوية القتلى، لكن كاري كوت يهيمن عليها مسلحون موالون لزعيم الحرب الباكستاني الملا نظير الذي قاتل القوات الأميركية في افغانستان. وشهدت منطقة القبائل الباكستانية 14 غارة لطائرات اميركية من دون طيار منذ مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن في عملية عسكرية في ابوت اباد القريبة من إسلام آباد في الثاني من ايار (مايو) الماضي. واعلن دانيال بنجامين، منسق شؤون مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية الأميركية، ان مقتل بن لادن كان له تأثير «اكبر» من المتوقع على جهود تفكيك «القاعدة». وابدى اعتقاده بأن «بن لادن كان ضالعاً اكثر من المتوقع في ادارة شؤون التنظيم». وزاد: «رجال القاعدة يتنقلون باستمرار الآن بسبب خوفهم على امنهم». وفي ظل تدهور العلاقات بين باكستانوالولاياتالمتحدة بسبب العملية التي ادت الى مقتل بن لادن، والتي مثلت اهانة للجيش الباكستاني وسط انتقادات وُجهت له بالعجز والتآمر مع الجيش الأميركي، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن الاستخبارات الباكستانية اعتقلت خمسة مواطنين للاشتباه في تقديمه معلومات لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) مهدت لاقتحام مخبأ بن لادن. واشارت الصحيفة الى ان بين المعتقلين ضابطاً برتبة رائد في الجيش الباكستاني «تردد انه نسخ لوحة ارقام السيارات التي اتجهت الى مجمع بن لادن في بلدة أبوت آباد والتي ينتشر فيها الجيش الباكستاني بكثرة وتبعد ساعتين عن العاصمة إسلام آباد، لكن الجيش نفى ذلك، ووصف الرواية بأنه «كاذبة ولا صحة لها». ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين اميركيين قولهم إن «مدير سي آي إي، ليون بانيتا، اثار خلال زيارته إسلام آباد الاسبوع الماضي مسألة مصير اولئك الذين زودوا وكالته بمعلومات خلال محادثات اجريت مع الجيش الباكستاني وضباط الاستخبارات الباكستانيين. ونقلت الصحيفة عن المسؤولين قولهم إنه «خلال اجتماع مغلق الاسبوع الماضي، قدّر نائب مدير سي آي إي درجة التعاون الباكستاني مع الولاياتالمتحدة على صعيد مكافحة الارهاب بثلاثة من عشرة». وابلغ سفير باكستان لدى الولاياتالمتحدة حسين حقاني، الصحيفةَ الأميركية، أن «سي آي إي» والاستخبارات العسكرية الباكستانية، تعملان معاً على التوصل الى اطر مقبول بها من الجانبين للتعاون بينهما على صعيد مكافحة الارهاب وما يشكله من تهديد، مضيفاً انه «ليس من المناسب ان نخوض في تفاصيل هذا الامر حالياً». واشار مسؤولون اميركيون الى ان جواسيس الاستخبارات العسكرية الباكستانية رفضوا مرات تنفيذ عمليات استطلاع لحساب «سي آي إي»، كما رفضوا منح تأشيرات دخول لضباط استخبارات اميركيين، وهددوا بفرض مزيد من القيود على طلعات الطائرات من دون طيار في مناطق القبائل. وأعلنت الولاياتالمتحدة الاسبوع الماضي انها استكملت تقريباً، تنفيذاً لطلب إسلام آباد خفض عدد عسكرييها المتواجدين في باكستان، وكشفت «نيويورك تايمز» أن «سي آي إي» تتأهب لنقل بعض طائراتها بدون طيار من باكستان الى قاعدة في افغانستان المجاورة، بهدف استطلاع المناطق القبلية الجبلية في محاذاة الحدود بين البلدين.