واشنطن، إسلام آباد – رويترز، يو بي اي – أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الولاياتالمتحدة تريد وتتوقع المزيد من باكستان في القتال ضد المتمردين، وانها مستعدة لعرض مساعدات اضافية اذا طلبت باكستان ذلك. وقالت لمحطة «سي بي اس»: «حصلنا على تعاون اضافي أدى الى قتل او اعتقال عدد كبير من قادة الجماعات الارهابية، ما مثل تغييراً كبيراً حقيقياً في التزام الحكومة الباكستانية. ونريد ونتوقع المزيد». وأثار اعلان مصادر في التحقيق الجاري حالياً مع الاميركي الباكستاني الاصل فيصل شاه زاد الذي نفذ هجوماً فاشلاً في نيويورك الاسبوع الماضي احتمال وجود صلات ل «طالبان باكستان» وجماعة «جيش محمد» الكشميرية في العملية، تكهنات بأن الولاياتالمتحدة، اكبر مانح للمساعدات الى باكستان، قد تضغط على إسلام آباد لفتح جبهات جديدة ضد المتشددين الاسلاميين في اقليمي شمال وزيرستان القبلي والبنجاب. لكن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قلّل من فرص توسيع باكستان حملتها ضد المتمردين، باعتبار ان قواتها تواجه ضغوطاً فعلية في مناطق القبائل المحاذية للحدود مع افغانستان. وقال: «يفعل الباكستانيون حالياً اكثر مما كان يتوقعه أحد قبل 18 شهراً أو سنتين. ويجب بالتالي ان يدرك الجميع انه في ظل العمليات العسكرية في منطقة القبائل، يتحمل الباكستانيون ما لا طاقة لهم عليه الى حد ما، فضلاً عن تعرضهم لعدد كبير من الخسائر البشرية». واضاف: «اننا مستعدون للعمل مع الباكستانيين ولأجل الباكستانيين بقدر استعدادهم لقبول الامر، في ظل المشاعر المناهضة للأميركيين في باكستان. ويحرص الزعماء الباكستانيون على جعل تواجدنا صغيراً بقدر الامكان» وتنشر الولاياتالمتحدة التي تعتبر جهود إسلام آباد ضد المتشددين حاسمة للحرب التي تخوضها ضد «طالبان» في افغانستان حوالى 200 عسكري في باكستان بينهم قوات خاصة تتولى مهمات تدريب. وتشن وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي أي) حرباً خفية باستخدام طائرات بلا طيار لاستهداف متمردين في باكستان. وصرح بن روديس نائب مستشار الامن القومي في البيت الابيض بأن «الولاياتالمتحدة تعمل مع باكستان وستواصل مساعدة هجوم باكستاني لاستئصال طالبان». في غضون ذلك، قال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك إن بلاده تحقق إذا كان شاه زاد التقى قادة من «طالبان» الباكستانية في معقلهم بإقليم جنوب وزيرستان (شمال غرب)، فيما رفض الموافقة على طلب الولاياتالمتحدة استجواب والدي شاه زاد، إذ لن نسمح لمحققين من الخارج باستجواب مواطنينا». وأضاف: نحقق في معلومات قدمتها الولاياتالمتحدة تشتبه في زيارة شاه زاد جنوب وزيرستان، ولقائه قارئ حسين وحكيم الله محسود زعيم طالبان، قبل شن الجيش الباكستاني عملية عسكرية هذه السنة». وأوضح أن «المعلومات تحتاج إلى تأكيد»، علماً أن «طالبان باكستان نفت صلتها بشاه زاد، لكن زعيمها حكيم الله محسود الذي اعتقد سابقاً بأنه قتل في هجوم صاروخي شنته طائرة استطلاع أميركية بلا طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في كانون الثاني (يناير) الماضي هدد في شريط فيديو بث على الإنترنت الأسبوع الماضي بتنفيذ هجمات انتحارية انتقامية في المدن الأميركية. كذلك ظهر حسين في شريط فيديو منفصل أعلن فيه مسؤولية الحركة عن هجوم في الولاياتالمتحدة، وذلك «بفخر وبسالة»، في إشارة على ما يبدو إلى حادث «تايمز سكوير». ولمح مسؤولون أمنيون باكستانيون الى علاقة شاه زاد بجماعة «جيش محمد» التي تقاتل القوات الهندية في كشمير، وتربطها صلات بتنظيم «القاعدة» و «طالبان باكستان». واعتقلت أجهزة الأمن الباكستانية محمد ريحان الناشط في «جيش محمد» أثناء مغادرته مسجداً مرتبطاً بالجماعة في مدينة كراتشي (جنوب). على صعيد آخر، قتل 4 من عناصر الأمن الباكستانية وجرح آخر لدى اطلاق مسلحين مجهولين النار على نقطة تفتيش أمنية في منطقة غازي كوت بإقليم مانشيرا (شمال غرب)، فيما قتل قائدان للمسلحين في اشتباكات مع الجيش في وادي سوات، احدهما مخطط مهم للهجمات يدعى قاري عبدالله في منطقة دهيري.