نفى مسؤولون في حركتي «فتح» و»حماس» حصول أي توافق حتى الآن على اسم رئيس الحكومة الفلسطينية المقبلة، خصوصاً انه لم يتم تحديد أي موعد بين وفديهما لاستئناف الحوار، ولفت مسؤولون في «فتح» الى أن الرئيس محمود عباس يبدي تمسكاً كبيراً بسلام فياض رئيساً لهذا المنصب بسبب كفاءته ونجاح حكومته السابقة وشعبيته الكبيرة. وقال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» عزت الرشق انه لم يتم التوافق مع حركة «فتح» حتى هذه اللحظة على أي من الأسماء المقترحة لرئاسة حكومة التوافق الوطني المقبلة. وأضاف أنه تم في الاجتماع الأخير بين الحركتين طرح عدد من الأسماء المقترحة لرئاسة الوزراء، وتم تقليص عددها إلى أربعة أسماء فقط، وهم: مازن سنقرط ومحمد مصطفى ويحيى السراج ومأمون أبو شهلا، ولم يتم الاتفاق في ذلك الاجتماع على اسم رئيس الوزراء، موضحاً انه «تقرر الاجتماع بعد أسبوع بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وهو الاجتماع الذي لم يتم حتى الآن بسبب تأجيل الأخوة في فتح له». ونفى الرشق صحة ما تناقله بعض وسائل الإعلام عن توافق الطرفين على اسم محمد مصطفى لرئاسة الحكومة. وشدد على ضرورة احترام ما جاء في اتفاق القاهرة بخصوص تحديد رئيس الوزراء والوزراء من الكفاءات الوطنية بالتوافق بين «حماس» و»فتح» والقوى الفلسطينية ولا يتم فرضه من جانب أي طرف. وأكد الرشق حرص حركة «حماس» على المصالحة وتطبيق ما ورد في اتفاق المصالحة الموقع في القاهرة من دون تأخير لئلا يساور القلق أبناء الشعب الفلسطيني بسبب بطء تطبيق اتفاق المصالحة. وكان القيادي في حركة «حماس» محمود الزهار اعتبر في تصريح أول من أمس أن المصالحة الفلسطينية وصلت الى طريق مسدود. من جهته قال جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» ل «الحياة» إن «سلام فياض يتمتع بدعم كبير في الشارع الفلسطيني، وهو رئيس الوزراء الأكثر نجاحاً في تاريخ السلطة الفلسطينية منذ تأسيسها عام 1994». وأضاف إن «فياض نجح داخلياً وساهم في إقناع العالم بأهلية وأهمية إقامة دولة فلسطينية مستقلة». ولفت حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» الى أن «حماس» تحاول تكريس حق «الفيتو» في القضايا الفلسطينية. وأضاف: «اتفقنا على اختيار رئيس الوزراء بالتوافق. والتوافق غير الفيتو. وما تحاول حماس فرضه علينا هو حق الفيتو وليس التوافق». وتابع إن «فياض يتمتع بدعم الشارع، ولهذا جرى اختياره من قبل الرئيس، وهو لديه تجربة نجاح لا يمكن لعاقل أن يرفضها». يذكر أن معظم استطلاعات الرأي العام التي أجريت عقب التوقيع على اتفاق المصالحة بيّنت أن غالبية الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة تفضل أن يترأس سلام فياض حكومة الوفاق الوطني. وتوقع مسؤولون أن يجري تأجيل تشكيل الحكومة الفلسطينيةالجديدة الى ما بعد أيلول (سبتمبر) المقبل، وهو موعد اللجوء الى الأممالمتحدة للمطالبة بالاعتراف بفلسطين دولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 67. وأعلن الدكتور نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» أمس، أن القيادة الفلسطينية شكّلت غرفة عمليات لقيادة الديبلوماسية الفلسطينية على أبواب اللجوء الى الأممالمتحدة. وقال شعث أمس للصحافيين الأجانب العاملين في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل إن غرفة العمليات تعمل على تحقيق هدفين: حشد مزيد من الاعترافات بالدولة وتثبيت الاعترافات القائمة. وقال شعث أن 115 دولة تعترف بالدولة الفلسطينية اعترافاً كاملاً، وتوقع أن تعترف 24 دولة إضافية بدولة فلسطين على حدود عام 67 قبل حلول أيلول المقبل. ويترأس غرفة العمليات ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وتضم في عضويتها نبيل شعث، ورئيس دائرة المفاوضات صائب عريقات، ووزير الخارجية رياض المالكي، رئيس بعثة فلسطين في الأممالمتحدة ورياض منصور ووزير العدل علي خشان.