كل يوم نرمي نفاياتنا غير آبهين بما قد يخلّفه بعض زجاجات فارغة أو عبوات مياه أو علب بلاستيكية أو مخلفات الأجهزة الإلكترونية أو بقايا ورق وقماش خفيفة. قد نصنّفها من بين المهملات، لأننا لا نعرف ربما أنها قد تتحول إلى أغراض جديرة بالاهتمام وفيها نفحة فنية جميلة أيضاً. لكن، كيف؟ هذا ما تحاول ورشة «إعادة التدوير» المقامة حالياً في غاليري «تاون هاوس» في القاهرة، بإشراف مؤسسة «سوا»، تعليمه لعدد من الشباب والأطفال ممن استهوتهم الفكرة التي تجمع أسبوعياً عشرات من الفنانين المحترفين والهواة والحرفيين. وتهدف الورشة التي تنظم كل سبت حتى نهاية الشهر الجاري، إلى تعليم الأسس الفنية والتطبيقات العملية لأساليب التعبير المتنوعة التي يمكن تطويعها والتوليف بينها من بعض النفايات والخامات البيئية المصاحبة وغيرها من المهملات، للحصول على تكوينات جمالية وأشكال فنية متنوعة. كما تساهم الورشة في بناء القدرات الفنية لدى المشاركين، من خلال التعامل مع الكتل والأشكال والمدركات الحسيّة واللونية والعناصر الفنية وتطبيق المهارات والتقنيات المناسبة، لبناء الموضوع المراد تكوينه من خيال ووعي جمالي. إضافة إلى ما يصاحبها من تطبيقات تجريبية تبرز القدرات الفنية وتعزز المهارات والتقنيات والأساليب الجمالية المتنوعة، مع التركيز على عملية تدوير خامات البيئة والتوليف بينها، لبناء تكوينات فنية تترجم القيم الفنية والجمالية لدى المشاركين في أعمال ثنائية وثلاثية الأبعاد لاستكشاف قدراتهم التشكيلية. تعمل مؤسسة «سوا»، وهي من المشاريع التابعة لغاليري «تاون هاوس» التي لا تتوخى الربح، على تنظيم تظاهرات فنية وإبداعية خصوصاً البصرية منها. وعلى رغم حداثة هذه المؤسسة الصغيرة، فإن نشاطاتها تنمو وتحظى بإقبال ملحوظ. فقبل خمس سنوات فقط، كانت «سوا» مجرد فكرة لإقامة ورشة عمل للاجئين السودانيين في القاهرة. لكنها سرعان ما تطورت بقيادة المصري مينا نصحي والسوداني أمادو الفادني، لتتحول إلى مؤسسة زاخرة بالنشاطات المستمرة المخصصة للاجئين وغيرهم. فلا تكاد تنتهي من ورشة حول التصوير الفوتوغرافي، حتى تستضيف فناناً مرموقاً عربياً أو أجنبياً مرّ بالقاهرة، لينقل تجربته وخبرته في الفنّ التجريبي.