وسط احتدام الجدل حول جاهزية القوات العراقية وقدرتها على معالجة التحديات الأمنية بعد انسحاب الجيش الاميركي المقرر نهاية العام الجاري، اقتحمت مجموعة مسلحة مبنى مكاتب الحكومة المحلية في محافظة ديالى امس، ما أدى الى مقتل وجرح اكثر من 28 شخصاً، في عملية تذكِّر بأساليب «القاعدة». إلى ذلك، أعلنت القوات الأميركية مقتل اثنين من جنودها في جنوب العراق. وكان»حزب الله» العراقي اعلن مسؤوليته عن قتل خمسة جنود في هجوم صاروخي على قاعدتهم مطلع الأسبوع الماضي. وهاجم مسلحون وانتحاريون مبنى الحكومة المحلية في بعقوبة، بعدما فجروا سيارة مفخخة خارجه، ما أدى الى مقتل ثمانية وإصابة عشرين على الاقل، قبل ان تستعيد قوات عراقية يدعمها الأميركيون السيطرة على المبنى. وهذا الهجوم في عاصمة ديالى هو أحدث اختبار لقدرة القوات العراقية قبل انسحاب القوات الاميركية. وكان خمسة مسلحين على الأقل، متخفِّين في زي الجيش، اقتحموا الباب الرئيسي للمبنى عقب تفجير سيارة مفخخة، وتفجير مهاجم انتحاري نفسه خارجه. وقال شهود ومسؤولون محليون، إن انتحارياً ثانياً فجَّر نفسه خلال اشتباك المهاجمين مع الشرطة. وأكد عدد من موظفي مجلس المحافظة حوصروا داخل المبنى، أنهم استطاعوا الفرار من باب جانبي بمساعدة القوات العراقية والاميركية. وأكد خبير عسكري، أن سيناريو الاقتحام يشبه سيناريو الهجوم السابق على المبنى ذاته، ما يؤكد ضعف إجراءات الاجهزة الامنية وعدم قدرتها على تعلم الدروس من عمليات سابقة. وكان مسلحون تابعون ل «دولة العراق الاسلامية» اقتحموا في 29 آذار (مارس) الماضي مبنى المحافظة في صلاح الدين، ما أدى الى سقوط 130 قتيلاً وجريحاً، بينهم ثلاثة من اعضاء الحكومة المحلية. وقال الناطق باسم محافظة ديالى تراث العزاوي، خلال مؤتمر صحافي امس، إن «سيارة مفخخة يقودها انتحاري انفجرت عند البوابة الرئيسة لمبنى مجلس المحافظة، وأعقب الانفجار تفجير انتحاريين نفسيهما بحزامين ناسفين في استعلامات المجلس، وتم اعتقال مسلحين اثنين بعد إصابتهما». وأشار الى ان «قوات الفرقة الخامسة التابعة للجيش، فرضت طوقاً امنياً محكماً حول المبنى». وفي إجراء احترازي، فرضت الحكومة المحلية حظراً للتجول في عموم المحافظة، ونشرت حواجز تفتيش في بعقوبة للحؤول دون فرار مسلحين يُعتقد بأنهم أفلتوا خلال المواجهة. ونفى الناطق باسم قيادة الشرطة في ديالى المقدم غالب عطية الكرخي، ما تناقلته تقارير إعلامية عن مقتل عدد من المسؤولين، وقال: «لا صحة لذلك». على الصعيد الأمني أيضاً، قتل جنديان أميركيان الإثنين في جنوب العراق، ما يرفع الى ثمانية عددَ العسكريين الاميركيين الذين سقطوا منذ بداية الشهر الجاري في هذا البلد، على ما جاء في بيان نشره الجيش الاميركي أمس. وأوضح البيان أن «جنديين قتلا في عملية جنوب العراق» من دون ان يحدد المكان الذي قتلا فيه. وكان «حزب الله» العراقي تبنى هجوماً أودى بحياة خمسة عسكريين اميركيين مطلع الاسبوع الماضي.