فيما تلتئم الحكومة اللبنانية الجديدة اليوم برئاسة نجيب ميقاتي في قصر بعبدا لأخذ الصورة التذكارية مع رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري تليها مباشرة جلسة لمجلس الوزراء برئاسة سليمان لتشكيل لجنة لصوغ البيان الوزاري، انتقل ميقاتي أمس، مع زوجته على متن طائرة خاصة الى المملكة العربية السعودية، لأداء مناسك العمرة. وأرجأ بري الجلسة التشريعية التي كانت مقررة اليوم الى موعد آخر، يعلن عنه بعد نيل الحكومة الثقة. وعشية انعقاد الجلسة التي يعقبها بدء عمليات التسليم والتسلم في الوزارات اعتباراً من غد الخميس، صدرت أمس، مواقف وزارية واخرى من قوى الاكثرية الجديدة من تشكيل الحكومة. ورأى وزير الدولة أحمد كرامي «أن فرحة الطرابلسيين لا يمكن أن تكتمل إلا بتضافر الجهود وتضامن الجميع»، مشدداً على ضرورة «ان يكون وزراء الشمال متكاتفين لمصلحة لبنان ثم الشمال». وقال وزير الداخلية العميد مروان شربل: «سنحاول بجدية أن نعالج موضوع الامن الداخلي وكل الاجهزة لأن لا يجوز أن يكون هناك صراع بين الاجهزة». وزاد: « الشق الامني العسكري الممثل بالمديرية العامة لقوى الامن الداخلي والمديرية العامة للامن العام هو من الاولويات»، لافتاً الى أن «هناك نوعاً من عدم الثقة بين المواطن وبين هاتين المؤسستين»، ومشدداً على أنه «سيسعى من أجل إعادتهما الى السكة الصحيحة». وعن اللواء أشرف ريفي وفرع المعلومات قال ان «ريفي من الضباط الجيدين والناجحين في قوى الامن، وضابط منضبط ويحترم القانون»، لافتاً الى أنه «يمكن أن يكون مر بظروف دخلت فيها السياسة فوصل الى هذه النتيجة وهي سيئة وما كان يظن أن تصل الى هذا الحد، أما في ما يتعلق بفرع المعلومات، فهو نجح بمهمات كبيرة كانت خارج القانون ويجب أن نهنئه عليها، وسقط بمهمات كلف فيها ولا يجب أن تعاد». مؤكداً أنه «بالحوار نصل الى التفاهم وينتهي كل شيء واذا ما تعذر التفاهم بالحوار فليطبق القانون علينا وعلى غيرنا». ورفض وزير التربية حسان دياب الدخول في السجالات السياسية «فهذا ليس من اختصاصي»، مشدداً على أن «حكومة الرئيس ميقاتي حكومة كل لبنان وحكومة عمل والناس سيحكمون عليها بحسب التجارب». ولفت وزير الإقتصاد نقولا نحاس إلى أن «هذه الحكومة وإن كانت لا تضم ممثلين عن كل الأفرقاء لكنها ليست من لون واحد والتحدي الأكبر أن تتمكن من النجاح في مهماتها». وأشار وزير الاتصالات نقولا صحناوي إلى أنه «سيدرس ملفات الوزارة مع الوزير شربل نحاس وسيكمل بالنهج الذي بدأه الوزير (جبران) باسيل وأرساه نحاس من أجل خير المواطن». وأوضح وزير الدولة علي قانصو ان «الحزب السوري القومي الاجتماعي لم يقدم اسماء للرئيس ميقاتي للتوزير بل كان ينتظر ان يتصل ميقاتي برئيس الحزب اسعد حردان للتداول معه في شأن الاسم الذي سيختاره للحكومة الا ان ذلك لم يحصل»، مشيراً الى ان «القومي» يمتلك كفاءات بكل الطوائف وكان يتمنى على ميقاتي الاتصال بحردان لاستيضاحه من يريد الحزب للحكومة». وإذ رحب الحزب بالحكومة اعلن في بيان «تحفظه عن طريقة مقاربة الواقع التمثيلي للقوى السياسية والنيابية وأصول التشاور معها». وأمل وزير الدفاع فايز غصن من الجميع «ان يعوا مسؤولياتهم»، مشيراً الى أن «المرحلة المقبلة دقيقة وتتطلب التكاتف والعمل«، مشدداً على «ضرورة التفاف الجميع حول المؤسسات وفي مقدمها الجيش اللبناني لتفعيل الاستراتيجية الدفاعية التي تقوم على أساس تكاتف الجيش والمقاومة والشعب فأمامنا مخاطر كثيرة». ووجّه وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي بعد لقائه الرئيس بري: «تحية كبيرة له على موقفه الوطني الكبير، لأنه يؤمن دائماً بإلغاء الطائفية السياسية. وموقفه الأخير خير تعبير عن هذه القناعة». وقال: «أبلغنا الرئيس بري مدى استعدادنا للتعاون ولأن نضع يدنا بيده لالغاء الطائفية السياسية». وكان بري التقى الوزير السابق جان عبيد الذي دعا الى «اعطاء فرصة لهذه الحكومة». وأسف عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم لبعض ردود 14 آذار، واصفاصاً إياها «بالموتورة»، فيما أكد عضو كتلة «وحدة الجبل» النائب فادي الأعور أن «الكتلة لم تبت موقفها بعد لناحية حجب الثقة عن حكومة ميقاتي، وهناك تفاوض وطروحات تدرس بعيداً من الإعلام لإرضاء الكتلة». وأمل عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين الموسوي(حزب الله) بأن «تسهم الحكومة بتركيبتها الحالية في تمتين وحدة الصف الداخلي وإدارة الإختلاف اللبناني بعيداً من الإصطفافات، من أجل مواجهة تحديات الخارج»، مشيراً إلى «وجوب أن تضع برنامجاً متكاملاً لمعالجة الفساد المستشري في المؤسسات والإدارات الرسمية من أجل عبور حقيقي إلى الدولة». «حلفاؤنا تخلوا عنا» وعتب رئيس حزب «الاتحاد» عبدالرحيم مراد «على حلفائنا الذين وعدوا أكثر من مرة بعدم التخلي عنا وتخلوا»، مشيراً الى ان «تمثيل الوزير فيصل كرامي بالحكومة لا يبرر عدم تمثيل البقاع والجنوب». فيما أبدى رئيس بلدية صيدا السابق نزيه البزري اعتراضه على «استبعاد القوى الوطنية الصيداوية عن الحكومة».