في مكسب هو الأهم منذ بدء العملية التركية شمال سورية ضد المقاتلين الأكراد، تمكّن الجيش التركي وفصائل «الجيش السوري الحر» أمس من السيطرة على مركز ناحية راجو ذات الأهمية الاستراتيجية في منطقة عفرين بعد مواجهات مع «وحدات حماية الشعب» الكردية، في وقت جدد الطيران استهداف مواقع موالين للنظام في عفرين للمرة الثالثة في غضون ساعات، ما أدى إلى مقتل 36 عنصراً في صفوفهم على الأقل. وأفادت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أن قوات عملية «غصن الزيتون» أطلقت فجراً عملية للسيطرة على راجو شمال غربي عفرين، وبعد اشتباكات عنيفة بدأ عناصر «الوحدات» بالانسحاب، فيما سيطر مسلحو «الجيش الحر» على معظم النقاط في المنطقة، مع استمرار الاشتباكات في نقاط محدودة. من جانبه، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» دخول قوات تركية وفصائل معارِضة راجو، فيما أشار «الجيش الحر» إلى أنه سيطر كذلك على قرية الرمادية في ناحية جنديرس جنوب عفرين. وتعتبر راجو الناحية الثانية بعد بلبل التي يسيطر عليها الأتراك و «الجيش الحر» ليرتفع عدد النقاط التي انسحب منها الأكراد إلى 123 من بينها 93 قرية و6 مزارع و21 تلة وقاعدة عسكرية، إضافة إلى الناحيتين وفق «الأناضول». وأعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم السيطرة على راجو، مشيراً إلى «تطهير المناطق القريبة من حدودنا كافة من بؤر الإرهاب». وشدد على أن قواته و «الجيش السوري الحر تتقدم خطوة بخطوة في اتجاه عفرين التي حاصرناها». وأكد يلدريم خلال كلمة في المؤتمر العام لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في ولاية قونية وسط تركيا الاستعداد «لسحق أي تهديد يطاول بلدنا وشعبنا وأمننا ووحدة ترابنا أينما كان». توازياً، جدد الطيران التركي استهداف مواقع ل «قوات الدفاع الشعبية» التابعة للنظام السوري في عفرين. وأعلن «المرصد» مقتل 36 مسلحاً على الأقل من قوات الدفاع جراء غارات تركية استهدفت أمس وللمرة الثالثة في غضون يومين، موقعاً لهم في قرية كفرجنة شمال عفرين، لافتاً إلى أن «جثث عشرة مقاتلين آخرين على الأقل ما زالت تحت الأنقاض. ودخلت قوات موالية للنظام عفرين في 20 شباط (فبراير) الماضي بعد اتفاق بين القوات الكردية لدعم «الوحدات» في صد هجوم تركيا ومقاتلي المعارضة الموالين لها. في المقابل، أعلنت «وحدات حماية المرأة» التابعة ل «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي، تدمير سيارة عسكرية للجيش التركي خلال اشتباكات في قريتي بافلون وجما التابعتين لناحية شران، مشيرةً إلى أن المواجهات أدت إلى مقتل عدد من الجنود الأتراك ومقاتلي «الجيش الحر» وجرح آخرين. كما ذكرت أن الطائرات الحربية التركية شنت غارات على مركز ناحية شران وقرى سينكا وجما وبافلون شمال شرقي عفرين. واستهدف الجيش التركي بالمدفعية الثقيلة قرية الشيخ عيسى شرق عفرين من مواقعه في بلدة مارع التي يسيطر عليها «الجيش الحر». إلى ذلك أعلن المركز الإعلامي ل «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) أسماء تسعة عناصر من الفصائل التابعة لها، قتلوا خلال المواجهات في منطقة عفرين، من بينهم عنصران من فصيل «جبهة الأكراد» ومقاتلة من «وحدات حماية المرأة». وكانت تركيا أرسلت مساء أول من أمس مزيداً من التعزيزات إلى شمال سورية، حيث انطلقت من ولاية غازي عنتاب جنوبتركيا، قوات من الدرك والشرطة الخاصة، لدعم الوحدات المشاركة في عملية «غصن الزيتون».