طهران – أ ب، رويترز، ا ف ب – دعت المعارضة في ايران امس، الى تظاهرات جديدة غداً الأربعاء والخميس، بعد قمع السلطات مسيرات «صامتة» نظمها الإصلاحيون الأحد، إحياءً للذكرى السنوية الثانية لانتخابات الرئاسة العام 2009. وحضت «منسقية طريق الأمل الأخضر» على التظاهر بين السادسة والثامنة مساء غد في الساحات العامة، في ذكرى «ولادة الحركة الخضراء»، في إشارة الى التظاهرات المليونية التي شهدها يوم 14 حزيران (يونيو) 2009، احتجاجاً على اعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد. كما دعت المنسقية في بيان، الإيرانيين الى تكريم شهداء الحركة الخضراء، في مكان دفنهم الخميس. اتى ذلك بعدما منعت أجهزة الأمن، من شرطة مكافحة الشغب وميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) مسيرات صامتة للمعارضة في طهران الأحد. وأفادت مواقع إلكترونية مؤيدة للإصلاحيين، بانتشار آلاف من افراد اجهزة الأمن، استخدموا هراوات وغازاً مسيلاً للدموع في قمع مئات المتظاهرين. وأورد موقع «كلمة» التابع لزعيم المعارضة مير حسين موسوي، ان قوات الامن اعتقلت «مئات المتظاهرين» في شارع ولي عصر في طهران، مشيراً الى ان «المحتجين بقوا صامتين وهادئين، حتى لدى اعتقالهم». ونقلت صحيفة «ذي غارديان» عن متظاهر في طهران تقديره عدد المشاركين في المسيرة الصامتة بحوالى 30 ألفاً. في المقابل، نفت وسائل إعلام رسمية حدوث احتجاجات، وأفادت وكالة الانباء الرسمية الايرانية (إرنا) بأن أجهزة الأمن اعتقلت «بعض الأفراد» لمحاولتهم «تخريب المناخ السلمي للمجتمع بتوجيه أجنبي». واتهمت الوكالة وسائل اعلام أجنبية بحضّ الايرانيين على المشاركة في التجمعات الصامتة. وتأتي هذه التحركات فيما يقبع زعيما المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي في إقامة جبرية مع زوجتيهما، منذ منتصف شباط (فبراير) الماضي، بعد دعوتهما الى التظاهر. على صعيد الصراع بين نجاد والمحافظين، وقّع اكثر من مئتي نائب من اصل 290 في مجلس الشورى (البرلمان)، مشروع قانون يرغم الحكومة على أن ترجئ ثلاث سنوات، خطتها لدمج وزارات. ووقّع النواب تعديلاً للمادة 53 من الخطة الخمسية (2010-2015) التي تنصّ على خفض عدد الوزارات من 21 الى 17، لتحسين فاعلية الإدارة. أتى ذلك بعدما رفض البرلمان إعلان نجاد دمج ثماني وزارات، مطالباً رئيس الجمهورية بأن يمثل الوزراء الجدد أمام المجلس، لنيل الثقة. في الوقت ذاته، وجّه مجلس صيانة الدستور رسالة الى البرلمان، اعتبر فيها تشكيل وزارة البنية التحتية مخالفة للدستور. الى ذلك، أوردت وسائل اعلام ايرانية، ان نجاد سيتوجه اليوم الى كازاخستان للمشاركة في قمة دول «منظمة شنغهاي للتعاون» التي تبدأ الاربعاء، وحيث سيلتقي الرئيسين الروسي ديمتري مدفيديف والصيني هو جينتاو. وتتمتع ايران بصفة مراقب في قمة المجموعة التي تضم روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان واوزبكستان، وتُعنى بشؤون الامن الاقليمي وتستهدف الاضطلاع بدور في المنطقة، على غرار الدور الذي يضطلع به حلف شمال الأطلسي. على صعيد آخر، أعلن قائد مقر خاتم الأنبياء للدفاع الجوي الجنرال فرزاد اسماعيلي، أن «القوات المسلحة حصلت على تقنية رصد واعتراض وتتبع طائرات الشبح التي لا يرصدها الرادار». وقال لوكالة «مهر»: «نستفيد من جميع الإمكانات المتاحة لدينا في البلاد، في مجال رصد واعتراض وتتبع طائرات الشبح والتصدي لطائرات التجسس المعادية». وأضاف: «نسمع تهديدات أميركا وأذنابها منذ 32 سنة، من دون ان نغفل عنها، وكلما ازدادت التهديدات ازددنا حذراً، وكلما ازدادت العقوبات ازددنا تقدماً». وشدد على ان ايران «تملك الآن منظومات صاروخية ورادارية متطورة جداً، ولا مشكلة لدينا في هذا الشأن».