ارتفعت أسعار النفط أمس، بعد انخفاضات حادة في الجلستين السابقتين، لكن المكاسب كانت محدودة مع عزوف بعض المستثمرين عن الأصول العالية الأخطار في ظل تقلبات أسواق الأسهم وارتفاع الدولار. وكانت العقود الآجلة للنفط تراجعت في شكل حاد أول من أمس، بعدما أظهرت بيانات حكومية زيادة أكبر من المتوقع في مخزون الخام في الولاياتالمتحدة. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم نيسان (أبريل)، 13 سنتاً تعادل 0.2 في المئة، مسجلة 61.77 دولار للبرميل. وكان الخام أغلق على انخفاض 2.2 في المئة في آخر تسوية. وزاد خام «برنت» تسليم أيار (مايو)، لعقد أقرب استحقاق، 17 سنتاً أو 0.3 في المئة، ليبلغ 64.90 دولار للبرميل. وحل أجل عقد نيسان (أبريل) أول من أمس بانخفاض 1.3 في المئة. ونزل الخامان نحو خمسة في المئة في شباط (فبراير)، وهو أول انخفاض شهري في ستة أشهر. وأعلنت مصادر في القطاع أن انخفاض الأربعاء كان يرجع أيضاً إلى بيع لجني أرباح في نهاية الشهر بعدما صعد النفط الى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع في وقت سابق من الأسبوع. غير أنه ما زال يواجه ضغوطاً بسبب صعود مؤشر الدولار الى أعلى مستوى في خمسة أسابيع. في العراق، أعلنت وزارة النفط أمس، أن صادرات النفط الخام من موانئ جنوب البلد على الخليج، تراجعت إلى 3.426 مليون برميل يومياً في شباط، من 3.49 مليون في كانون الثاني (يناير). وقال الناطق باسم الوزارة عاصم جهاد في بيان، إن صادرات نفط العراق، ثاني أكبر منتج في «أوبك»، حققت 5.7 بليون دولار بسعر 60.137 دولار للبرميل. وعزا انخفاض الصادرات إلى عدد أيام شهر شباط الأقل من كانون الثاني بثلاثة أيام. وأضاف أنه لم يجر بيع أي نفط من حقول كركوك الواقعة في الشمال. وتوقفت مبيعات خام كركوك منذ استرداد القوات الحكومية السيطرة على حقول النفط من الأكراد في تشرين الأول (أكتوبر) رداً على استفتاء على الانفصال أجراه الأكراد. واستولى المقاتلون الأكراد على كركوك في 2014 عندما انهار الجيش العراقي في مواجهة «تنظيم الدولة الإسلامية». ومنعت الخطوة التي اتخذها الأكراد حينئذ التنظيم من السيطرة على حقول النفط في المنطقة. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الثلثاء، إن حكومته اتفقت مع سلطات إقليم كردستان العراق على استئناف صادرات نفط كركوك عبر ميناء جيهان التركي، لكنه لم يذكر وقتاً محدداً لاستئناف الضخ. وصرح ناطق باسم العبادي الى وكالة «رويترز» أول من أمس، بأن الاتفاق «مبدئي» لكن وزارة النفط الاتحادية ونظيرتها في إقليم كردستان ما زالتا في حاجة الى دراسة التفاصيل الفنية. ولم يصدر أي تعليق رسمي من حكومة إقليم كردستان في شأن الاتفاق. في أبو ظبي، أعلن مصدر مطلع في قطاع النفط إن شركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك)، أخطرت زبائنها بخفض مخصصات الخام في نيسان تماشياً مع اتفاق تقليص المعروض الذي تقوده «أوبك». وأضاف أن شهر نيسان سيشهد خفض مخصصات خام مربان فقط وبنسبة 25 في المئة. في سياق منفصل، أعلن وزير البترول المصري طارق الملا، الاتفاق مع «أرامكو السعودية» على توريد الخام إلى مصافي التكرير المصرية لمدة ستة أشهر بدءاً من كانون الثاني الماضي. وكانت شركة النفط الوطنية السعودية العملاقة وردت الخام للمصافي المصرية في تشرين الثاني وكانون الأول من العام الماضي لكن في شكل تجريبي. وأضاف الوزير: «الشركة ستورد 500 ألف برميل شهرياً من النفط الخام من كانون الثاني حتى حزيران المقبل». ولم يذكر تفاصيل مالية. وكانت السعودية اتفقت في نيسان 2016 على تزويد مصر بسبعمئة ألف طن من المنتجات النفطية المكررة شهرياً لمدة خمس سنوات. من جهة أخرى، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في بيان أمس، إن روسيا التزمت في شباط التزاماً كاملاً بتعهداتها بموجب اتفاق خفض إنتاج النفط. وأضاف في البيان الصادر عن وزارة الطاقة، أن روسيا خفضت إنتاج النفط 300 ألف و400 برميل يومياً الشهر الماضي. وأعلنت شركة النفط الروسية العملاقة «روسنفت»، أن قرار «إكسون موبيل» الانسحاب من بعض المشاريع المشتركة معها كان متوقعاً وفقاً لما أوردته وكالة الإعلام الروسية نقلاً عن الناطق باسم الشركة ميخائيل ليونتييف. وكانت «إكسون» أعلنت في وقت سابق، أنها في صدد الانسحاب من مشاريع مع «روسنفت» بسبب عقوبات غربية. لكن التخارجات لا تشمل مشروع «سخالين» قبالة الساحل الشرقي لروسيا، وفقاً لما ذكره ناطق باسم «إكسون». في سياق منفصل، قال متعاملان إن متوسط السعر المعروض لخام دبي على منصة وكالة «بلاتس» للتسعير بلغ 62.721 دولار للبرميل في شباط. وكان متوسط سعر الخام في كانون الثاني الأعلى منذ تشرين الثاني 2014. ويستخدم منتجو الخام في الشرق الأوسط تلك الأسعار لتحديد أسعار البيع الرسمية لخاماتهم كل شهر.