اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واشنطن باعتماد «موقف معاد» لبلاده في مسألة نشر الأسلحة النووية التكتيكية في أوروبا. مشيراً إلى أن الجيش الأميركي يعدّ القوات المسلحة للدول الأوروبية لاستخدام تلك الأسلحة ضد بلاده. وشدد على أن استمرار نصب الأسلحة النووية الأميركية غير الاستراتيجية الجاهزة للاستخدام في أوروبا، يعدّ عائقاً أمام نزع السلاح النووي، لافتاً إلى أن المسألة «ليست المحافظة على بقايا الحرب الباردة، بل هي بوضوح موقف معادٍ». وزاد لافروف الذي كان يتحدث أمس، في مؤتمر نزع السلاح في جنيف: «يثير قلقنا التغير الجذري لمواقف الولاياتالمتحدة وخلفية استراتيجيتها النووية المحدثة، التي تقضي بإبراز دور الأسلحة النووية، بما في ذلك من طريق إنتاج صواريخ ذات قدرة نووية تدميرية محدودة ونشرها». وأكد الوزير أن الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي التي لا تملك أسلحة نووية «تقوم بانتهاكات خطرة لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وتشارك في التخطيط لاستخدام هذه الأسلحة النووية الأميركية غير الاستراتيجية، ورفع المهارات المتعلقة بالاستخدام». واستدرك «أن الجيش الأميركي يعّد القوات المسلحة الأوروبية لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية ضد الاتحاد الروسي». وحض لافروف كل الدول على الانضمام لعملية نزع السلاح النووي، مع الأخذ في الاعتبار خطر نشر الأسلحة النووية في الفضاء. وتابع: «يجب عدم تجاهل الواقع الجديد: نزع السلاح لا يمكن تحقيقه من دون الأخذ في الاعتبار كل النواحي، وهي العوامل التي تؤثر في شكل مدمر على الاستقرار الاستراتيجي والأمن الدولي، بما في ذلك النشر غير المنضبط للنظام العالمي المضاد للصواريخ، وإنتاج الأسلحة الهجومية الاستراتيجية العالية الدقة وغير النووية، والامتناع عن إبرام معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، وآفاق نشر الأسلحة الهجومية في الفضاء». وأشار خبراء إلى أن روسيا تبدي قلقاً من نشر الولاياتالمتحدة نحو 180 قنبلة نووية تكتيكية من طراز «بي61 أس» في بلجيكا وهولندا وألمانيا وإيطاليا وتركيا، موزعة في 87 موقعاً قرب القواعد العسكرية في تلك الدول. وأوضحوا أن الأسلحة النووية غير الاستراتيجية المعروفة أيضاً ب «القنابل النووية التكتيكية»، تملك قوة تدميرية تفوق أي سلاح تقليدي، ولا تتسبب بدمار شامل على نطاق واسع. ويرى خبراء روس أن القوة التدميرية لهذا النوع هي أقرب إلى القنبلتين اللتين استهدفتا هيروشيما وناغازاكي نهاية الحرب العالمية الثانية. وفي بداية الشهر الماضي، تبادلت موسكووواشنطن الاتهامات في شأن عدم الالتزام باتفاقات خفض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية «ستارت3». وشكك كل طرف في آلية تنفيذ الطرف الآخر الاتفاقات. وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) كشفت «سياسة نووية» جديدة تميل إلى التشدد، وتتضمن تزوّد الولاياتالمتحدة بأسلحة محدودة القوة «رداً» على معاودة روسيا التسلح. وتتهم واشنطنموسكو بالعمل لتحديث ترسانة تضم ألفي سلاح نووي تكتيكي، والالتفاف على التزاماتها المدرجة في معاهدة «ستارت3»، التي تنطلق من أن الأسلحة الاستراتيجية لا تشكل أساساً لمبدأ الردع. وأكدت الولاياتالمتحدة أنها ملتزمة القيود المفروضة على ترسانتها من تلك الأسلحة بموجب معاهدة ستارت الجديدة، داعية روسيا إلى احترام التزاماتها أيضاً.