دعا وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان اليوم (الثلثاء) دمشق إلى «القبول» بالهدنة الإنسانية التي أعلنتها روسيا في الغوطة الشرقية قرب دمشق، معتبراً أنها تشكل فرصة «لاستئناف الحوار». وقال لودريان في موسكو إثر لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف إن «الفصائل الثلاثة الرئيسة الموجودة في الغوطة الشرقية (فيلق الرحمن وجيش الاسلام وأحرار الشام) أبلغت للتو مجلس الأمن قبولها الهدنة الإنسانية. من المهم أن يقول نظام بشار الأسد هذا الأمر أيضاً». وإذ رأى أن الهدنة الإنسانية التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين والتي ستنفذ يومياً لخمس ساعات تشكل «تقدماً فعلياً»، لكنه تدارك أنها ليست سوى «مرحلة». وأضاف أنه «ينبغي المضي أبعد وخصوصاً لافساح المجال أمام عمليات الاجلاء الطبية للحالات الأكثر حرجاً». وتابع أنه «في النهاية، نأمل في التوصل إلى شكل لآلية مراقبة الهدنة»، مشدداً على وجوب الإفادة من ذلك «لاستئناف الحوار برعاية الأممالمتحدة». وذكر لودريان أنه «يريد من نظيره الروسي إجراءات محددة لفرض وقف لإطلاق النار بدعم من الأممالمتحدة حتى يتسنى توصيل المساعدات إلى منطقة الغوطة الشرقية». ودعت روسيا التي تدعم الحكومة السورية إلى وقف إطلاق النار لمدة خمس ساعات يومياً من الساعة التاسعة صباحاً إلى الساعة الثانية ظهراً (من 07.00 إلى 12.00 بتوقيت غرينتش) وإتاحة «ممر إنساني» للسماح للمدنيين بالخروج من الغوطة الشرقية آخر معقل كبير لمقاتلي المعارضة قرب دمشق. لكن المبادرة الروسية لا تشمل إطاراً لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المنطقة وهو أمر تقول الأممالمتحدة والدول الغربية إنه ضروري. وأوضح لودريان أن «روسيا أحد اللاعبين الوحيدين الذين يمكنهم حمل النظام على تنفيذ القرار». وأشار الوزير الفرنسي إلى أنه «يريد إجراء نقاش مفصل حول كيفية تطبيق أحدث قرارات الأممالمتحدة في شأن سورية بالكامل، وكذلك الحديث عن إمكان إجلاء المصابين بالإصابات الأخطر» من المنطقة. وأضاف أنه «ليس جيداً. لن ننفذ نصف وقف لإطلاق النار. قرار الأممالمتحدة بالكامل هو ما يجب تنفيذه». من جهته، اعتبر لافروف أنه ينبغي «التحقق عملياً من مدى اتفاق التطمينات (التي اعطتها) المجموعات المسلحة لاحترام القرار الأممي مع نياتها». وقال: «نأمل بأن يأخذ من لديهم تأثير على المعارضين الذين يواصلون قصف دمشق، على عاتقهم مسؤولية إقناع هؤلاء بضرورة تنفيذ القرار». وقال لافروف إنه سيتم نقل مساعدات إنسانية للغوطة الشرقية باستخدام «الممر الإنساني»، مشيراً إلى أن القصد منه هو إجلاء المدنيين وإدخال المساعدات. والثلثاء، التزمت الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية في رسالة وجهتها إلى رئيس مجلس الأمن، الكويتي منصور العتيبي وإلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إجلاء مقاتلي «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) وعائلاتهم من المنطقة بعد 15 يوماً من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الفعلي. واقترحت الفصائل أن يتم ذلك «وفق آلية يتم الاتفاق عليها خلال الفترة نفسها وبالتعاون مع مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية». من جهة أخرى اعتبر لودريان أن طموحات إيران الصاروخية الباليستية مقلقة للغاية وتتنافى مع قرار للأمم المتحدة. وأوضح أنه من الضروري الحيلولة دون أن يصبح برنامج إيران الباليستي عنصراً يهدد جيرانها.