دان اللواء ركن علي محسن صالح الأحمر، قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع، والذي انضم إلى صفوف الثائرين على حكم الرئيس علي عبدالله صالح، التفجير الذي استهدف قصر الرئاسة وجُرح نتيجتَه الرئيس وعدد من المسؤولين. وقال اللواء الاحمر في حديث الى «الحياة»، إن علي صالح استخدم ورقة «القاعدة» مراراً، وإنه يعمل منذ زمن بعيد على ترتيب ملفات لقضايا تهم الخارج لكي يستعملها فزاعة، وهو يحاول أن يكسب من خلالها ثقة الخارج ودعمه عبر ملف تنظيم «القاعدة» في اليمن الذي يُشرف عليه شخصياً. وذكر ان الرئيس كلفه التوسط والاتصال مع المعارضة وأبناء الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر، وفي مقدمهم الشيخ حميد، لرأب الصدع الذي أحدثته تراكمات من الخلافات ربما تمتد إلى ما قبل وفاة والدهم. وروى اللواء الأحمر ما جرى قبل يومين من مذبحة «جمعة الكرامة»، عندما دخل الى مكتب الرئيس وكان إلى جانبه مستشاره السياسي الدكتور عبد الكريم الأرياني وآخرون، حيث دار نقاش بين الرجلين «اتسم بالصراحة، التي أصابت الحاضرين بشيء من الذهول». وأبلغ اللواء الرئيس إن المعارضة متصلبة في موقفها، فردَّ الاخير: «إنهم يريدون مني أن أقيل ابني وأقاربي من مواقعهم العسكرية والأمنية». لكن علي محسن ردَّ عليه بالقول: «إنهم يريدون رحيلك أنت أيضاً... وذُهل الرئيس، والتفت إلى الحاضرين وسأل: هل سمعتم؟ المخطط واضح، إنهم يريدون انقلاباً على النظام والشرعية». وشدد اللواء الاحمر على «أن المؤسسة العسكرية ملك الوطن، وبالتالي فهي تنحاز إلى إرادة الشعب وتطلعاته في بناء الدولة الحديثة، وسيبقى ولاؤها المطلق لليمن، ولا يمكن أن يتحول ولاؤها للحاكم». وبعدما اعتبر اللواء الاحمر ان علي صالح «لن يقبل تنفيذ المبادرة الخليجية»، قال: «أنا شخصياً أشعر بالحزن والأسف في آن واحد لما وصل إليه تفكير الرئيس وقناعاته، التي تتمثل في «إمّا أنا وإمّا الطوفان»، وهذا تفكير خاطئ، ونكران فاضح لحق شعبه، الذي منحه الزعامة لأكثر من ثلاثة عقود، في العيش الكريم والوطن الآمن والتنمية العادلة، وحقه المشروع في التغيير، لأنه هو مصدر السلطة وصاحب الثروة». وقال الأحمر: «إن اليمن سيكون أفضل حالاً وأكثر أمناً واستقراراً وتوحداً من دون علي صالح، سيكون بلداً خالياً من كل المخاوف التي تُقلق الأشقاء والأصدقاء بعد رحيله»، مؤكداً: «أنا شخصياً لا طموح لديَّ إلى الحكم ،خصوصاً وقد بلغت السبعين، كما أني واثق بأن جميع القادة العسكريين الذين أعلنوا تأييدهم لثورة الشباب، لا طموحات سياسية لديهم، بل إنهم مثلُنا جميعاً، يحلمون بإقامة الحكم المدني الذي يؤسس دولة النظام والقانون والعدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان». على صعيد آخر، أكد خبراء اميركيون في شؤون الاستخبارات، أن الانفجار الذي استهدف الرئيس اليمني في 3 حزيران (يونيو) في مسجد القصر الرئاسي في صنعاء، كان «محاولة اغتيال دبَّرها على الأرجح اشخاص من داخل نظامه». وأكد مكتب «ستراتفور للشؤون الاستخبارية»، أن الانفجار «سببه قنبلة وضعت في مسجد القصر، وليس قصفاً بقذيفة هاون أو مدفع». وبنى الخبراء الاميركيون استنتاجهم بناء على تحليل لصور التقطت لمكان الانفجار من الداخل والخارج، وصلتهم الثلثاء. وقال سكوت ستيوارت نائب رئيس مكتب «ستراتفور»، المكلَّف شؤون الاستخبارات التكتيكية، إنه «بعدما تفحصنا الصور عن كثب، تمكنّا من تحديد أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة وليس عن ذخيرة عسكرية». وتظهر الصور بشكل خاص ان حجارة المسجد دفعها الانفجار الى الخارج اكثر منها الى الداخل، وكذلك الامر بالنسبة الى اطارات النوافذ. وتمكن المكتب ايضاً من تحديد فجوة صغيرة يُحتمل ان تكون المكان الذي وضعت فيه العبوة الناسفة. واستنتج خبراء المكتب، ان القنبلة زرعها اشخاص يعرفون المكان وعلى علم بعادات الرئيس. ورجّح الخبراء ان تكون الشحنة الناسفة من نوع «تي ان تي» او «سيمتكس»، وان هذه المعطيات جميعاً «تشير الى انه كان على الأرجح عملاً من الداخل».