أغار الطيران اليمني أمس على مواقع تجمع للمسلحين بمنطقة جعار بمحافظة أبين أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل وجرح آخرين. وأفادت تقارير من المحافظة بأن طائرة قصفت أحد المنازل في جعار، منزل الناشط في الجماعات المسلحة نادر الشدادي، حيث أدت عملية القصف إلى مقتل امرأتين من عائلته وإصابة آخرين بينهم والدته. وقالت مصادر: إن الشدادي ناشط في جماعة "أنصار الشريعة" التي تقاتل القوات الحكومية منذ نحو أسبوعين بعدما سيطرت على زنجبار، بينما تقول السلطات: إنهم من تنظيم القاعدة. وتعيش محافظة أبين أجواء حرب حقيقية منذ ما يقرب من أسبوعين، حيث سقط العشرات بين قتيل وجريح في صفوف الجيش اليمني وعناصر الجماعات المسلحة. وحذرت منظمات إنسانية ومكتب الصحة في المحافظة من الكارثة التي بدأت تحدق بالمحافظة، حيث قالت مصادر محلية: إن جثث القتلى في الشوارع بعد أن عجزت الجهات المختصة عن انتشالها بسبب اشتداد حدة المعارك. وفي ردفان قتل ثلاثة جنود ومسلحان آخران وأصيب آخرون أمس أثناء تجدد الاشتباكات المستمرة منذ أكثر من أسبوع بين مسلحين قبليين ووحدات عسكرية متمركزة في القطاع الغربي لمدينة الحبيلين بمحافظة لحج. كذلك اندلعت اشتباكات مسلحة بين وحدات عسكرية تابعة لقوات الحرس الجمهوري ومجاميع قبلية مسلحة من أتباع الشيخ حسين الأحمر إثر محاولة أتباع الأحمر السيطرة على منفذ الأزرقين الذي يعد المنفذ الحدودي الوحيد الذي يربط العاصمة صنعاء بمدينة عمران المجاورة، المعقل الرئيس لقبيلة حاشد التي ينتمي إليها الشيخ الأحمر والرئيس علي عبدالله صالح نفسه. وعلمت "الوطن" أن تعزيزات عسكرية مكثفة وصلت إلى منفذ الأزرقين لمساندة القوات الحكومية المتواجدة هناك في المواجهات العنيفة مع أتباع الشيخ الأحمر، فيما تقاطر العديد من المسلحين القبليين الموالين للأحمر إلى محيط ذات المنطقة. إلى ذلك شهد عدد من المناطق اليمنية مسيرات شعبية مؤيدة للرئيس علي عبدالله صالح وأخرى معارضة له، حيث كانت أكبر هذه التظاهرات في العاصمة صنعاء. واحتشد مئات الآلاف من أنصار الفريقين في كل من ساحة السبعين وشارع الستين للمطالبة ببقاء شرعية الرئيس من جهة وبتشكيل مجلس انتقالي من جهة أخرى، بحسب مواقف المعارضة، وذلك في إطار جمعة "الوفاء للوطن والقائد" لأنصار صالح، و"جمعة العهد لمبادئ الثورة" لأنصار المعارضة. وأدى زعيم تكتل قبائل حاشد، الشيخ صادق الأحمر صلاة الجنازة أمام نعوش 41 من أنصاره المسلحين الذين لقوا مصرعهم خلال اشتباكات مع قوات الأمن حول مقره السكني الجمعة الماضي في حي الحصبة في شمال صنعاء. ولم يلق الشيخ الأحمر الذي فرض مرافقوه حوله طوقا أمنيا لمنع الاقتراب منه كلمة أمام المتظاهرين. في غضون ذلك، أكد مكتب ستراتفور للشؤون الاستخباراتية أن الانفجار الذي استهدف صالح في مسجد القصر الرئاسي كان محاولة اغتيال دبرها على الأرجح أشخاص من داخل نظامه. وتابع: أن الانفجار سببه قنبلة وضعت في مسجد القصر الرئاسي وليس قصفا بقذيفة هاون أو صاروخ. وبنى الخبراء الأميركيون استنتاجهم هذا بناء على تحليلهم لصور التقطت لمكان الانفجار من الداخل والخارج ووصلتهم الثلاثاء الماضي. وقال سكوت ستيوارت، نائب رئيس مكتب ستراتفور المكلف بشؤون الاستخبارات التكتيكية "بعدما نظرنا إلى هذه الصور عن كثب تمكنا من تحديد أن الانفجار ناجم بالفعل عن عبوة ناسفة، وليس عن ذخيرة عسكرية".